فى البلد أثنا عشر ألف حمام ، كل حمام تسع ألف من الرجال ، ووجدت بها ألف مركب [ق ١٥٨ ب] ، من المراكب الكبار الرومية وكان بها من اليهود أربعين ألف يهودى عليهم الجزية ، فهرب أكثرهم فى البحر إلى بلاد الروم ، فحملوا ما قدروا عليه من المال والمتاع فى المراكب ، وساروا إلى ملك الروم وبقي من بقي بها من الأسارى وأهل الذمة فاحصى يومئذ فكانوا ستمائة ألف سوى النساء والصبيان.
فكتب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بذلك إليه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب من كان منهم فى أيديكم فخيروه بين الإسلام ودينه ، فإن أسلم فهو من المسلمين له ما لهم وعليه دينارين.
قال ابن لهيعة جبى عمرو بن العاص جزية الإسكندرية ستمائة ألف دينار لأنه وجد بها من أهل الذمة ثلاثمائة ألف إنسان بفريضة دينارين على كل إنسان فبلغت ذلك القدر.
قال الليث بن سعد : كان فتح الإسكندرية فى أول سنة اثنين وعشرين من الهجرة ، وقيل إن الروم مشت إلى قسطنطين بن هرقل فى سنة خمس وثلاثين ، وقالوا له : أتترك الإسكندرية فى أيدى العرب وهى مدينتنا الكبرى [ق ١٥٩ أ] ، فقال لهم : ما تقدرون أن تقاوا العرب ساعة واحدة إذا لقيتموهم قالوا : يخرج على إنا نموت قتلا فتبايعوا على ذلك ، وخرج لهم ابن هرقل فى ألف مركب يريد الإسكندرية ، فسار فى أيام غالبة من الزنج ، فبعث الله عليهم ريحا فغرقهم الإقستطنطين ملك الروم فإنه نجا بمركبه ، فألقته الزنج بصقلية فسألوه أهلها عن أمره ، فأخبرهم بأمر الزنج وتغريق المراكب بالجيوش فقالوا له : أفنيت النصرانية وأغرقت رجالها ، فلو دخلت العرب علينا لم نجد من يردهم ، ثم أنهم قتلوه وكفى الله المؤمنين القتال (١).
وفى هذه الواقعة يقول بعض الشعوراء :
أنه عقل الفرنج عقل خفيف |
|
حيث راموا قتالنا والنزالا |
هلكوا بالهوى فماتوا جميعا |
|
وكفى الله المؤمنين القتالا |
__________________
* وردت هذه العبارة على هامش المخطوطة.