مدافعها وعميت بالقوت ومبعث من الفضول ونزلت الرعية طبقاتها المتعارفة وحدرت كل أحد أن يتجاوز حد طبقته لأن أكبر أسباب الفساد التى تعرض للدول من أهمال ضبط الطبقات [ق ١٢٢ أ] فيدخل كل منهم فى ما ليس من شكله ولا مخبرة له به ولا من شأنه فيتابع الفساد ويستسرى الأضطراب فحينئذ اجتمعت لي القلوب مع كثرة الاعظام والمهابة ثم إنى لم أخيب قصد من رجائى ولا قطعت حبل من واصلنى ولا أبغضت من أحبنى ولا احتجبت عن مظلوم ولا تهاونت بحقير ولاننا سيئت إحسان كريم ولا رفعت نفسى عن أحد من ذوى رحمى ولا نصرت أحدا من قومى ولا وخرت مجازاة محسن ولا غفلت من عقوبة مجرم.
قال الراوى : فلما وقف قيصر على كتاب كسري كتب إليه قيصر وهو يقول له : يحق لمن كانت له هذه السياسة أن تدوم له الرياسة.
ذكر عجائب
الأهرام وما قيل فيها
أعلم أن الأهرام بأرض مصر كانت كثيرة جدا منها بناحية بوصير شىء كثير بعضها طين ولبن ، وأكثرها حجر وبعضها مدرج وأكثرها مخروط أملس ، وقد كان منها بالجيزة تجاه مدينة مصر عدد كثير كلها صغار قد هدمت فى أيام السلطان [ق ١٢٢ ب] الملك صلاح الدين يوسف بن أيوب على يد قراقوش وبنى لها قلعة الجبل والسور المحيط بالقاهرة ومصر ، وبنى بها القناطر التى بالجيزة وأعظمهم الأهرامات الثلاثة التى هى إلى اليوم قائمة تجاه مصر وقد اختلف الناس فى وقت بنائها واسم بابيها والسبب فى بناءها وقالوا فى ذلك أقوالا متبانية أكثرها غير صحيح وساد وصح لك من بناء ذلك ما يشفى العليل. بعون الملك الجليل.
قال الأستاذ إبراهيم بن وصيف شاه فى أخبار مصر وعجايبها أن الذى بنى الأهرام كان أسمه أجناد سوريد بن شهلوق بن شرياق بن توميودون بن تدرسان بن هو صال أحد ملوك مصر قبل الطوفان الذين يسكنون مدينة أمسوس الأتى ذكرها ، وهو الذى بنى الهرمين العظيمين بمصر وقد نسبوهم قوم إلى شداد بن عاد ، والقبط تنكر أن تكون العادية دخلت بلادهم لقوة سحرهم وسبب بناء الهرمين أنه كان قبل الطوفان بثلاثمائة سنة قد رأى