ياقوتتين ليس لهما قيمة فعند ذلك ضربة فلوسا ، فلما بطل فعله انطلقت الحيات السمك من ذلك المكان ، ولم ترجع إليه من ذلك الوقت.
ولما ولى الملك المؤيد شيخ مملكة مصر بعد الخليفة العباس بن محمد بن أمير المؤمنين المستعين بالله فأمر المؤيد شيخ يجنى الجوالى من اليهود والنصارى فأخذت منهم المثل مثلين وحصل لهم ضرر زايد وأحدث مظالم كثيرة فى أيامه. وقد صار كل ملك من الملوك لا بد أن يحدث شىء فى أيامه من أبواب الظلم فيتبعه على ذلك من يجيء بعده ، وربما يزيد عليه شيئا آخر ، والأمر فى ذلك لله ما شاء فعل ، وقد قال بعضهم.
كم من ملوك طغوا فينا وما عدلوا |
|
ولم تنل منهم رفقا مساكنهم |
حتى إذا ما عثوا عن ما نهوا أخذوا |
|
فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم |
وقال الإمام على رضى الله عنه :
يسعى ابن آدم فى قضى أؤطاره |
|
والموت يتبعه على آثاره |
يلهو وكف الموت فى أطواقه |
|
كالكبش يلعب فى يدى جزاره |
يمسى وقد أمن الحوادث ليلة |
|
فلربما يطرقه فى أسحاره |
[ق ١٢١ ب]
من ليس يعلم وكيف تصبح داره |
|
من بعده فليعتبر بجواره |
قيل كتب قيصر إلى كسرى كتابا وكانا ضدين متباغضين لاقتسامهما نصفين الدنيا ، يقول له فى الكتاب «أعلمنى بمادامت لك الطاعة فى جميع أهل ممللتك مع شطه أقطارها واستثبتت لك الأمور ، وساعدك المقدور وأنت رجل مجوسى ليس لك كتاب منزل ولا نبى مرسل.
وكتب إليه كسرى وهو يقول فى كتابه : استقام إلى أمر مملكتى فى جميع ما ذكرته وما لم تذكره وما هو أعظم منه وذلك أن لى عشرة خصال تؤمن فى مثلها الغاية التى يحذر وقوعها وهى إنى لم أهزل فى أمر ولا نهى ولا أكذب فى رعد ولا عيد ، واستخدم فى أعمالى الكفاءة والأغنياء وعقوبتى للذنب لا للغضب واستلمت قلوب الرعية بتوقيع منافعها ، والحرص على