أحضرها فأرسل ذلك الراهب حقه مختوم عليها بالرصاص ففتحها عمرو [ق ١٠٧ ب] فوجد فيها صحيقة مكتوب فيها أن أموالكم تحت الفسقية الكبيرة ، فأرسل عمرو إلى الفسقية الكبيرة ، فحبس عنها الماء ثم قلع البلاط التى تحتها فوجد فيها اثنين وخمسين أردبا ذهبا مصريا ، فأرسل عمرو وأحضر بطرس وضرب عنقه عند باب المسجد فخاف جميع القبط على أنفسهم ، وصار كل من كان عنده كنز أظهره عليه وإلا صار مثل بطرس.
ذكر نزول العرب بريف مصر
واتخاذهم الزرع مشاعا
قال الكندى : وفى ولاية الوليد بن رفاعة الفهمى على مصر نقلت بنى قبيس إلى مصر فى سنة تسع ومائة ولم يكن بها أحد منهم قبل ذلك. وقيل لما قدم أبو إسحاق بن الرشيد من العراق إلى مصر فنزل بالحوف ، وأرسل إلي أهله فامتنعوا من الطاعة فقاتلهم ولم يظفر بهم فرجع إلى العراق ، وفى المحرم سنة خمس عشرة ومائتين خامر أسفل الأرض بأسره من عرب البلاد وقبطها وآخرجوا العمال وخلعوا عن الطاعة أجمعين وذلك لسوء سيرة عمال السلطان فيهم فكانت بينهم وبين عساكر الفسطاط [ق ١٠٨ ز] حروب امتدت إلى أن قدم إلى مصر أمير المؤمنين المأمون وذلك فى المحرم سنة سبع عشر ومائتين ، فسخط على عيسى بن منصور الرافعى وكان على إمارة مصر ، وأمر بحل لوائه ، قال له : لم يكن هذا الحدث العظيم إلا عن فعلك وفعل عمالك حملتهم الناس ما لا يطيغون وكتمتم الخبر عنى حتى تعاقم الأمر واضطرب البلد ثم عقد المأمون على جيش بعث به إلى الصعيد وارتحل هو إلى سخا وبعث بالأفشين إلى القبط وكانوا قد خلعوا عن الطاعة فأوقع بهم فى ناحية البشرود وحضرهم حتى ظفر بهم وأسرهم ، ولما مثلوا بين يدى المأمون أمر بقتل الرجال وبيع النساء والأطفال وتم له ما أراد ، ورجع إلى مصر فى صفر ثم دخل إلى حلوان وعاد ، فأرتحل لثمان عشر خلت من صفر فكأن مقامه بالفسطاط وسخا وحلوان تسعة وأربعين يوما ، وكان قد بلغ خراج مصر فى أيامه أربعة آلاف ألف ألف دينار ومائتا ألف دينار وسبعة وخمسين ألف دينار ، ويقال أن المأمون لما سار