وبمصر كنوز يوسف عليه السلام وكنوز الملوك من قبله ، والملوك من بعده ، لأنهم كانوا يكنزون ما يفضل من النفقات لنوائب الدهور وهو يقول الله عز وجل (فَأَخْرَجْناهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَكُنُوزٍ)(١).
ويقال أن علم الكنوز في كنيسة القسطنطينية (٢) نقلت إاليها من طليطلة (٣) ويقال أن الروم لما خرجت من الشام ومصر اكنزت كثيرا من أموالها في مواضع أعدتها لذلك وكتب كتبا بأعلام مواضعها وطرق الوصول إليها ، وأودعت هذه الكتب في مكان في كنيسة القسطنطينية ومنها يستفاد معرفة ذلك ، وقيل أن الروم لم تكنز ، وإنما ظفرت بكتب معالم من اليونانيين والكلدانيين والقبط لما خرجوا من مصر والشام وحملوا تلك الكتب معهم وجعلوها في الكنيسة وقيل أنه لا يعطوا من ذلك أحدآ شيئا حتى يخدم الكنيسة مدة طويلة فيدفع إليه ورقة تكون حظه.
قال المسعودى : ولمصر أخبار عجيبة من الدفائن والبنيان ، وما يوجد في الدفائن من ذخائر الملوك التى استودعوها تحت الأرض وغيرها وقد أثبتنا جميع ذلك فى كتبنا فمن أخبارها ما ذكره يحيي بن بكير (٤) قال : كان عبد العزيز بن مروان فأتاه رجل متنصح فسأله عن نصحه فقال : بالقبة [ق ٧٤ أ] الفلانية كثير عظيم.
قال عبد العزيز : وما مصداق ذلك؟ قال : هو أن يظهر لنا بلاط من المرمر عند يسير من الحفر ثم ينتهي بنا الحفر إلى باب من النحاس تحته عمود من الذهب على أعلاه ديك عيناه
__________________
(١) ٥٧ ك الشعراء : ٢٦.
(٢) ويقال قسطنطينية باسقاط ياء النسبة ، قال ابن خرداذبه : كانت رومية دار ملك الروم وكان بها منهم تسعة عشر ملكا ونزل بعمورية منهم ملكان ، وعمورية دون الخليج ، وبينها وبين القسطنطينية ستون ميلا وملك بعدهما ملكان آخران برومية ، ثم ملك أيضا برومية قسطنطين الأكبر ثم انتقل إلى نرنيطة وبنى عليها سورا وسماها قسطنطينية وهى دار ملكهم إلي اليوم واسمها استانبول.
أنظر : معجم البلدان ٧ / ٨٦ ـ ٨٨.
(٣) بضم الطاءين وفتح اللام مدينة كبيرة ذات خصائص محمودة بالأندلس يتصل عملها بعمل وادى الحجارة من أعمال الأندلس.
(٤) هو يحيي بن أبي بكير واسمه نسر الأسدي القيسي أبو زكريا الكرماني كوفيء الأصل ، روي عن جرير ابن عثمان وإبراهيم بن طهمان وإبراهيم بن نافع المكي وإسرائيل وزائدة وزهير بن محمد وزهير بن معاوية وشعبة وسفيان وأبى جعفر الرازي ، ثقة مات سنة ٢٠٨ ه.