بعده ابنه المرزبان بن وهرز ثمّ ابنه باذان ثم عزله وابدله بحر حرة بن التنجان ثم عزله واعاد باذان الى اليمن وبقى فيه الى ظهور شمس رسالة خاتم النبيين والمرسلين المبعوث رحمة للعالمين محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم واقيال اليمن كما قد قدمنا لم ينتظم عقدها بجمع كلمتها وانتظامها تحت لواء ملك واحد منهم حيث هلك ذو نواس وذو جدن وامتلكت عاصمة التبابعة صنعاء وقتل محررهم ومنقذ وطنهم سيف ابن ذى يزن : ضحية التفرق والتنافس فى المرآسة واختلافهم فى الاديان والمعتقدات وهكذا عاقبة كل اختلاف حتى فى أحقر حقير لا يعقبه الا الوبال والخسران عادة الله فى خلقه ، والذى يظهر من منطوق الاسفار أن جنوب صنعاء وشمالها لم تدخل تحت طاعة الحبشة ولا الفرس بل بقيت بيد اقيالها والدليل على ذلك مسير ابرهة الحبشى لهدم الكعية أدام الله شرفها وتقديسها ما دامت السموات والأرض فقد اعترضه ملكان من ملوك الشمال لصده عن تخريبها أحدهما ذو نفر أحد ملوك حمير وصديق عبد المطلب والآخر ملك خثعم نفيل بن حبيب وقعا فى أسره وأخذهما الى مكة كما هو معلوم من السير والتواريخ وأما الفرس فلم يدخلوا اليمن غاصبين بل مؤازرين لابن ملك اليمن فليس لهم مطمع كما صرح بذلك كسرى الذى ملك على اليمن سيفا وسلمه مقاليدها ولذا أفل قائد النجدة وهرز راجعا الى بلاده بأمر كسرى
واكتفى بقليل من المال يؤدى اليه مقابل اخراج الحبشة من اليمن ومن تتبع ادوار التاريخ الاسلامى وحالة اليمن من اثناء دور العباسيين يظهر له جليا ان اليمن لم تجتمع من اقصاها الى اقصاها لدولة اجنبية قط وما عصر الترك منا ببعيد حيث لم يكن بيدهم الابعض عسير ومرفاه القنفدة وبعض جنوب عسير السواحلية اهمها الحديداء والمخاء الى اصنعاء واما جنوب صنعاء الى اقصى حضر موت فلم يخضع لسلاطين الترك وكذا شمالها الجبلى كله كان بيد أئمة الزيدية بعد خروجهم من صنعاء ومع هذا فقد كانت مع اليمانيين فى حروب دائمة يشيب من هو لها الفطل الرضيع فلم تجتمع اليمن الا لسيد الانبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم وآلهم أجمعين والا لخلفائه الاربعة ومدة بنى أمية واوائل بنى العباس لقربهم من من النور المحمدى وقوة إيمان أهل اليمن وتصديقا لاعلام نبوة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنهم أنصار وأعوان كما سيأتى فى الباب الاول فقد كانت رحى الفتح الاسلامى دائرة بجنود اليمن فى أكثر الميادين باسيا وافريقيا وأوروبا لانهم أسرع العرب تلبية لداعى الجهاد فقد أسرعوا اليه بملوكهم واقيالهم وأبنائهم