الازمنة والامكنه. على حسب ما يريده الله ويرضاه وأن البلاد التى أصابتها بركة دعوة رسول الله صلّى الله. عليه وآله وسلّم كان لها سهم وافر من هذه القسمة وذلك الضياء الذى ينير حالك الدجى فيدعه نورا ساطعا. إذ لا شك ان من لا ينطق عن الهوى أعلم الخلق. بالبقاع الطاهرة التى لها خاصية وميزة على ما سواها لذلك دعا لبعضها بالبركة ثلاث مرات. اليمن والشام فى حين أنه أبى على الملحين شمول الدعوة بلاد نجد المتاخمة للحجاز مشرق أنوار النبوة وقبله المسلمين وهذا هو السر فى ان التاريخ يخبرنا عن تغلغل الاسلام ورسوخ قدمه الثابتة فى الديار اليمنيه حتّى لم يجد أهل الاهوأء والزيغ مجالا لنشر ضلالاتهم وأباطيلهم وتسميم النفوس بالنصب والشعوبية ومقدمات الالحاد ودواعيه. بل قد صارت معقلا لائمة الهدى (يوم كانت البلاد الأخرى مرسحا للمتغلبين الذين اتخذوا الدين الاسلامى ستارا. لنشهر ما كانوا عليه قبل الدخول فيه من عقائد زائغة وأهوال سول لهم بها الشيطان ورضيتها النفس الامارة بالسوء). لا بدع أن يكون اليمن متقدما غيره بالفضائل لانه إذا زاحمته الشام بالدعوه فى البركة فقد امتاز عليها بان (الايمان يمان والحكمة يمانية) وأن (اهل اليمن أرق الناس أفئدة) وان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول فيهم (انى لبعقر حوضى أذود الناس لأهل اليمن) أضرب بعصاى حتى يرفض عنهم) أخرجه مسلم فى صحيحه زد على ذلك انه مقر للعترة الطاهرة من القرن الثالث الى يومنا هذا متحفظا بالامانة العظمى الشرعية كما نقله الحافظ ابن حجر فى فتح البارى شرح صحيح البخارى فلا عجب إذا اشتمل على الفضائل الكثيرة والفواضل العديدة والكمالات ألجمه. فانه وان كانت الظروف القاسية والوضع الطبيعى لذلك القطر المنزوى عن غيره قد جعلت المواصلات عسيره أو مفقودة فانها بين كل حين وآخر ترسل لنا شعلة علمية تعرب لنا عن احتواء ذلك الاقليم على العلم الغزير. والفضل العظيم
وإذا كانت الكتب التى وصلتنا مشعره بفضائله غير وافية بالمرام فان الاستاذ العلامة والاديب الحسيب النسيب السيد محمد بن على الأهدل الحسينى اليمنى حفظه الله قد أو فى الموضوع حقه. وأتى بما عجز عنه غيره فابرز للعالم من مكنون كنون القماطر ما يستحق عليه المدح والثناء حيث بذل جهدا كبيرا. وسيعا حثيثا. حتّى أوجد لنا كتابه النفيس المسمى (نثر الدر المكنون من فضائل اليمن الميمون) فانه الكتاب الوحيد الذى أحاط بمعظم ماورد فى فضائل اليمن. والوفود التى أتت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والكتب المرسلة منه اليهم مع بيان بعض امر