ه ـ قد هدد الله قريشا بقوله : (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ) (١) .. فإن كان مناط الحكم في هذه الآية هو إعراض الجميع ، فإن الصاعقة لم تأتهم لأن بعضهم قد آمن. ولو أنهم استمروا جميعا على الضلال لأتاهم ما هددهم به. ولو كان وجود النبي «صلىاللهعليهوآله» مانعا من جميع أقسام العذاب ، لم يصح هذا التهديد .. ولم يصح أن يصيب الحكم بن أبي العاص ، وغيره ممن تقدمت أسماؤهم شيء من الأذى ..
وعن الدليل الخامس أجاب «رحمهالله» :
إن حادثة الفيل استهدفت تدمير أعظم رمز مقدس لأمة بأسرها ، فالدواعي متوفرة على نقلها .. أما قصة هذا الرجل الذي واجه رسول الله «صلىاللهعليهوآله» في قضية الغدير ، فالدواعي لنقلها أقل بكثير ، وهي ككثير من معجزات الرسول «صلىاللهعليهوآله» التي نقلت عن طريق الآحاد ، وبعضها قد قبله المسلمون من دون نظر في سنده ..
بل الدواعي متوفرة على طمس هذه القضية ، وذلك إمعانا في إضعاف واقعة الغدير ، وإبعادها عن أذهان الناس ، وإنساء الناس لها ، لأنها تمثل إدانة خطيرة لفريق تقدسه طائفة كبيرة من الناس ..
وأما دعواهم : أن المصنفين قد أهملوا هذه القضية ، فهي مجازفة ظاهرة ، إذ قد تقدم أن كثيرين منهم قد رووها ..
وعن الدليل السادس أجاب «رحمهالله» :
بأن الحديث كما أثبت إسلام الحارث ، فإنه قد أثبت ردته .. والعذاب
__________________
(١) الآية ١٣ من سورة فصلت.