وإن شئت قلت : (عفير) و (عفيرية) ؛ لأن النون والياء جميعا زائدتان فلم تكن النون في (عفرني) بأضعف من النون في (حبنطى) ، وأنت مخير في حذف أيهما شئت ، والدليل على زيادتهما أن معنى (عفرنا) و (عفرناة) كمعنى (العفر) و (العفريت) قال الشاعر :
ولم أجد بالمصر من حاجاتي |
|
غير عفاريت عفرنيات (١) |
و (عفرنيات) جمع (عفرتاة) وهي صفة (عفاريت) والمعنى فيهما واحد.
وأما (العرضنى) فليس إلا (عريض) ؛ لأن النون ألحقت الثلاثة بالأربعة ، فصارت بمنزلة حرف أصلي ثم دخلت ألف (عرضنى) للتأنيث ، فصار بمنزلة دخلوها على ذوات الأربعة كقولك : (قرقرى) إذا حقرتهما ، سقطت الألف فقط وصار النون في (عرضن) بمنزلة الراء في (قمطر).
وإذا حقرت رجلا اسمه (قبائل) فعلى قول الخليل وسيبويه حذف الألف منها أحسن من حذف الهمزة فيقال : (قبيئل) وإن عوضت قلت : (قبيئيل) وإنما اختاروا حذف الألف ؛ لأنها ساكنة وهي ثالثة في موضع تكثر فيه الزوائد نحو (برائل) ، و (عذافر) ، وما أشبه ذلك.
وأما يونس فكان يختار حذف الهمزة لقربها من الطرف ، إذ كانت زائدة كما حذفوا ياء (قراسية) ، وياء (عفارية).
وعند الخليل وسيبويه (عفيرية) و (قريسية) أحسن ، تحذف الألف ولا تحذف الياء ، والذي يحذف الياء يقول : (قريّسة) و (عفيرة).
إذا حقرت (لغيزى) قلت : (لغيغيز) تحذف الألف ولا تحذف الياء الرابعة ، وذلك أن" لغّيزى" فيها ثلاثة أحرف زوائد ، وهي الغين والياء وألف التأنيث ، فأما إحدى الغينين فلا تحذف ؛ لأنها من الحروف الأصلية وإذا زيدت كانت أقوى من الحروف الزائدة والياء رابعة ، فإذا حذفناها احتجنا إلى حذف ألف التأنيث ؛ لأنها تقع بعد حذف الياء خامسة ، وإن حذفنا الألف لم نحتج إلى حذف الياء فكان حذف الألف أولى وقد مضى نحو هذا.
وليست ياء" لغّيزى" للتصغير ؛ لأنها رابعة بمنزلة ألف (خضّارى) وواو" جلّوز" ومثله (قبّيطى) و (جميّزى).
__________________
(١) البيتان من مشطور الرجز وهما بلا نسبة في الكتاب ٣ / ٤٣٨ ، والمخصص ٨ / ٦٣.