قال سيبويه : " وقالوا : خمط خمطا ، وهو خمط في ضد القنم" ، والخمط رائحة طيبة.
قال : " (وقد جاء) على فعل يفعل وهو فعل أشياء تقاربت معانيها ، لأن جملتها هيج ، وذلك قولك : أرج يأرج أرجا وهو أرج ، وإنما أراد تحرك الريح وسطوعها ، وحمس يحمس حمسا ، وهو حمس ، وذلك حين يهيج ويغضب".
والحمس الذي يغضب للقتال ، وهو الشديد الشجاع.
وقالوا : أحمس ، كما قالوا : أوجر ، وصار أفعل هاهنا بمنزلة فعلان وغضبان ، وقد يدخل أفعل على فعلان ، كما دخل فعل عليهما ، فلا يفارقهما في بناء الفعل ، ويشبه فعلان بمؤنث أفعل ، وقد بينا ذلك فيما ينصرف وما لا ينصرف". يريد أن دخول أفعل على فعلان لاجتماعهما في بناء الفعل والمصدر في مواضع كثيرة منها : غضب يغضب غضبا وهو غضبان ، كما تقول : عور يعور عورا وهو أعور ، فقد اجتمعا في بناء الفعل والمصدر ، ولأن فعلان يشبه فعلاء ، وفعلاء مؤنث أفعل.
قال : " وزعم أبو الخطاب أنهم يقولون : رجل أهيم وهيمان ، وهم يريدون شيئا واحدا ، وهو العطشان. وقالوا : سلس يسلس سلسا وهو سلس ، وقلق يقلق قلقا وهو قلق ، ونزق ينزق نزقا وهو نزق ، جعلوا هذا حيث كان خفة وتحركا مثل الحمس والأرج ، ومثله غلق يغلق غلقا لأنه طيش وخفة"
والغلق الذي يطيش حتى تذهب حجته.
وقد بنوا أشياء على فعل يفعل فعلا وهو فعل لتقاربها في المعنى ، وذلك ما تعذر عليك ولم يسهل ، كقولك : عسر يعسر عسرا ، وشكس يشكس شكسا" وهو شكس) ، وقالوا : الشكاسة ، كما قالوا : السّقامة ، وقالوا : لقس يلقس لقسا ، وهو لقس ، ولحز يلحز لحزا ، وهو لحز ، فلما صارت هذه الأشياء مكروهة عندهم صارت بمنزلة الأوجاع".
واللقس : سوء الخلق ، واللّحز : الضيّق والشّح.
وصار بمنزلة ما رموا به من الأدواء. وقد قالوا : عسر الأمر فهو عسير ، كما قالوا : سقم فهو سقيم. وقالوا : نكد ينكد نكدا وهو نكد ، وقالوا : أنكد كما قالوا : أجرب وجرب. وقالوا : لحج يلحج لحجا وهو لحج ، لأن معناه قريب من معنى السّقم ، لحج في الشيء إذا نشب فيه ولم يمكنه التخلص منه إلّا بشدة.