الألف والواو والياء ، كذلك أيضا إذا أضفنا" ذو" كان على حرفين ، الثاني منهما من حروف المد واللين ، وإذا أفردنا احتاج إلى ثلاثة ثم مثل المضاف إليه بهاء التأنيث في قولنا : عرقوة ؛ لأن عرقوة بالواو ، فإذا أفردنا وحذفنا الهاء قلنا عرقي ؛ لأنه لا يكون اسم آخره واو ، قال الشاعر :
حتى تفضّي عرقي الدّليّ (١)
وحكي عن الجرمي أنه قال : كما احتملت" أبو زيد" مكان" أبا زيد" وكذا في نسخة أبي بكر مبرمان ، إنما هو كما احتملت" أبو زيد" وليس بينهما فرق في التحصيل ؛ لأن المعنى كما احتملت الإضافة أبا زيد ، وإذا قال : كما احتملت" أبو زيد" فالمعنى كما احتملت هذه الكلمة التغيير في الإفراد والإضافة.
والذي في نسختي ذو يزن منصرف ، في نفس الكتاب" منصرف" يعني" يزن" ولم أره في النسخ كلها.
وحكي عن الجرمي أنه قال : ذو يزن غير منصرف بمنزلة" يسع" اسم رجل. قال : " وسألته عن" أمس" اسم رجل ، فقال : مصروف ؛ لأن" أمس هاهنا ل يست على الحد ، ولكنه لما كثر في كلامهم وكان من الظروف تركوه على حال واحدة ، كما فعلوا ذلك بأين وكسروه كما كسروا" غاق" إذ كانت الحركة تدخله لغير إعراب ، كما أن حركة غاق لغير إعراب ، فإذا صار اسما لرجل انصرف ؛ لأنك قد نقلته عن ذلك الموضع ، كما إنك إذا سميته ب" غاق" صرفته فهذا يجري مجرى هذا كما يجري" ذا" مجرى" لا"
قال أبو سعيد : اعلم أن الأصل في المبنيات كلها إذا سمي بشيء منهن رجل أعرب ولم يغير حكمه ، أن أصله مبني على الكسر ، فإذا سمينا به رجلا أعربناه كما نعربه إذا سميناه ب" أين" وإنما بني لأنه ظرف في الأصل ، وصار فيه معنى الإشارة ؛ لأنك إذا قلت : أمس فإنما تشير إلى اليوم الذي تاليه يومك ، فإذا انقضى اليوم لم يلزمه هذا الاسم فصار بمنزلة شيء حاضر تشير إليه فتقول ذا ، فإذا زال عن الحضرة لم تقل" ذا".
__________________
(١) البيت بلا نسبة في الكتاب ٣ / ٣٠٩ ، والمقتضب ١ / ١٨٨ ، والخصائص ١ / ١٣٥ ، وابن يعيش ١٠ / ١٠٨ ، والمنصف ٢ / ٧٠ ، واللسان (عرق).