قرأت في كتاب «التاريخ» لهلال بن المحسن الكاتب بخطه قال : وفي يوم الثلاثاء الثالث عشر من رجب سنة إحدى وستين وثلاثمائة توفي أبو عمر عبيد الله بن الحسين المعروف بابن السمسار القاضي الشاهد فجأة ، وكان يتولى سوق الرقيق.
كان (٢) جده خرداذبه مجوسيا فأسلم على يد البرامكة ، وتولى عبيد الله (٣) هذا البريد والخبر (٤) بنواحي الجبل ، ونادم المعتمد (٥) وخص به ، وكان راوية للأخبار والآداب ، روى عنه أبو علي الكوكبي وأبو عبد الله الحكيمي ومحمد بن عبد الملك التاريخي ، وله مصنفات ، منها كتاب «المسالك والممالك» وكتاب «الندماء والجلساء» وكتاب «اللهو والملاهي» وكتاب «الطبخ» وكتاب «الشراب».
قرأت في كتاب أحمد بن أبي طالب الكاتب بخطه قال : أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي قال : أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن خرداذبه قال : حدثني أبي قال : كان كسرى أبرويز قال له منجموه : إنك تقتل ، فقال لأقتلن الذي يقتلني فأمر بسم يخلط له في أدوية ثم كتب عليه : دواء للجماع مجرب ، من أخذ منه وزن كذا جامع كذا وكذا مرة ـ وصيره في خزانة الطب ، فلما قتله ابنه شيرويه وفتش خزائنه مر به فقال في نفسه : بهذا الدواء كان يقوى على شيرين فأخذ منه فمات ، فقتله أبوه وهو ميت.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين بن محمد بن عبد الباقي الشاهد أن الحسن بن علي الجوهري أخبره قال : أنبأنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه قراءة عليه عن أبي بكر محمد بن خلف بن المرزبان قال : أنشدت لابن خرداذبه :
في مثل وجهك يحسن الشعر |
|
ويكون فيه لذي الهوى عذر |
ما إن نظرت إلى محاسنه |
|
إلا يداخلني له كبر |
تتزين الدنيا بطلعته |
|
ويكون بدرا حين لا بدر |
__________________
(١) انظر : معجم المؤلفين ٦ / ٢٣٦. والأعلام ٤ / ٣٤٣.
(٢) «أبو القاسم الكاتب كان جده فرداذبه ساقطة من (ج).
(٣) في النسخ : «عبد الله».
(٤) في (ب) : «الخيل».
(٥) في النسخ : «المعضد».