قال : حدثنا أبو عمرو عثمان بن محمد الرفاء ببغداد بشارع العتابيين وما كتبت عنه غيره ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، حدثنا أحمد بن حنبل فذكره.
من أهل الحريم الظاهري ، شيخ مسن ، سمع بعد علو سنه من أبي الفتح بن عبد الباقي بن البطي وأبي محمد لاحق بن علي بن منصور بن كارة وغيرهما ، وأضر في آخر عمره، كتبنا عنه شيئا يسيرا ، وكان لا بأس به.
أخبرنا عثمان بن مظفر بقراءتي عليه قال : أنبأنا أبو محمد بن كاره ، أنبأنا محمد بن سعيد الكرخي ، أنبأنا أبو علي بن شاذان ، أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق ، حدثنا [أحمد ابن] (١) حنبل ، حدثنا الحسين بن محمد ، حدثنا أيوب بن جابر عن سماك عن جابر بن عبد الله قال : «كان النبي صلىاللهعليهوسلم يصلي بنا المكتوبة صلاة لا يطيل فيها ولا يخفف وسطا من ذلك ، وكان يؤخر العتمة» (٢).
توفي عثمان بن البازيار في سنة ست عشرة وستمائة وقد جاوز الثمانين.
من أهل ياسرية ، قرية قريبة من بغداد على نهر عيسى ، قدم بغداد في صباه وقرأ المذهب والخلاف حتى حصل منهما طرفا صالحا ، وطلب الحديث وسمع الكثير وكتب وحصل ، وكان يسكن بالمأمونية يدرس ويفتي ويعقد مجلس الوعظ ، سمع أبا الحسين بن يوسف وأبا محمد بن الخشاب وأبا الفتح بن شاتيل وأبا السعادات بن زريق والكاتبة شهدة وجماعة غيرهم ، وجمع لنفسه معجما في مجلدة وحدث ، ولم يكن له معرفة بالحديث والإسناد ، وقد صنف كتبا في التفسير والوعظ والفقه والتواريخ ، وفيها غلط كثير لقلة معرفته بالنقل (٤) لأنه كان صحفيا ينقل من الكتب ولم يأخذه من الشيوخ ، وكان خطه في غاية الرداءة ؛ كتبت عنه ، وكان متدينا صالحا حسن الطريقة ، لازما لبيته قليل المخالطة للناس.
__________________
(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(٢) انظر الخبر في : مسند الإمام أحمد ٥ / ٨٩.
(٣) انظر : شذرات الذهب ٥ / ٦٩. ومعجم البلدان ٨ / ٤٩١.
(٤) في (ج) : «معرفته النقل».