حسن المنظر مليح الجملة وافي الحرمة ، فقال لأصحابه : من هذا الشيخ شيئا من الحديث ، فجلسوا بين يديه وقالوا له : الشيخ ـ حفظه الله ـ تملي علينا شيئا من الحديث؟ فقال له : ما عنيت به في عمري ، قالوا : فشيء من الفرائض؟ قال : ولا عنيت به أيضا ، قالوا فشيء من الفقه؟ قال : ولا عنيت به أيضا ، قالوا : فشيء من اللغة؟ قال : ولا عنيت به أيضا ، قالوا : فشيء من أخبار الخلفاء والملوك ، قال : ولا عنيت به ، قالوا : فحد (١) علينا جزءا من القرآن؟ قال : ولا عنيت به ، قال : فجاءوا إلى الأعمش فأخبروه بحال الشيخ ، فقال لهم : ارجعوا إليه واصفعوه خمسة وخمسين صفعة فقيل له : أي حساب خمسة وخمسين؟ قال : عشرين لكتاب الله عزوجل وعشرين لسنة رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعشرة لسائر العلوم وخمسة أشفي بها صدري من شيخ مثل هذا ما تعلم في طول عمره شيئا.
من أهل هراة ، سمع القاضي أبا عامر محمود بن القاسم الأزدي وأبا سهل نجيب بن ميمون بن سهل الواسطي ، وقدم بغداد حاجّا وحدث بها ، روى عنه أبو بكر المبارك ابن كامل بن أبي غالب الخفاف حديثا في معجم شيوخه.
قرأت في كتاب المبارك بن كامل بن أبي غالب بخطه وأنبأنيه ابنه يوسف عنه قال : أنبأنا عبيد الله وعلي ابنا حمزة بن إسماعيل الموسوي أنبأنا نجيب بن ميمون بن سهل أنبأنا منصور بن عبد الله الخالدي ، أنبأنا عثمان بن أحمد بن يزيد الدقاق ، حدثنا محمد ابن عبيد الله بن أبي داود المخرمي ، حدثنا شبابة بن سوار عن محمد بن المنكدر عن [جابر] (٣) بن عبد الله (٤) عن أبي بكر الصديق عن بلال قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «صبحوا بالصبح فإنه أعظم الأجر».
__________________
(١) في (ب) : «فخد».
(٢) في الأصل : «المحدر» وفي (ب) : «المحد».
(٣) ما بين المعقوفتين بياض في الأصل.
(٤) في النسخ : «عبيد الله».