وأخبرني الحاتمي قال : حدثنا ابن السمعاني قال عسكر بن أسامة بن جامع العدوي شاب عالم فاضل صالح دين ، كثير الصّلاة والذكر ، قيم بكتاب الله دائم التلاوة ، سمع بقراءتي ، وكان ورد بغداد قبلي ومدة مقامه (١) ، وكان مشتغلا بما يعنيه من القراءة والنسخ والتحصيل ، وكان حريصا على طلب العلم ، وكنت أراقبه مدة صحبتنا فوجدته حسن الصحبة مأمونا صدوقا متمسكا بالسنّة والأثر ، كتب عني وكتبت (٢) عنه بمكة وبغداد ، وسألته عن مولده فقال : سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة بنصيبين.
قرأت في كتاب أبي الحسين أحمد بن حمزة السلمي الدمشقي بخطه قال : سألته ـ يعني عسكر بن أسامة ـ عن مولده ، فقال : سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة. وبلغني أن عسكر مات بنصيبين في سنة ستين وخمسمائة.
من أهل باب الأزج ، [كان] (٣) صاحبا للقاضي أبي سعد المبارك بن علي المخرمي ووكيلا بين يديه ، ولم يكن فقيها ، وهو جد عبد اللطيف بن يعمر المؤدب الذي تقدم ذكره.
أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي ونقلته من خطه ، قال : أنشدنا محمد بن ناصر الحافظ قال : أنشدني عسكر صاحب القاضي أبي سعد المخرمي الفقيه قال : كنت أسمعه ـ يعني القاضي أبا سعد ـ إذا حصل له كتاب أنشد :
كم من كتاب تعبت في طلبه |
|
وكنت من أفرح الخلائق به |
حتى إذا مت وانقضى عمري |
|
صار لغيري وعد في كتبه |
ذكره محمد بن داود بن الجراح في كتاب «الورقة» في أخبار شعراء المحدثين ، فقال : بغدادي من أصحاب [أبي] (٤) يونس ، وكان في عصره ، وله أشعار جياد (٥) ، ومن
__________________
(١) هكذا في الأصل.
(٢) «وكتبت» ساقطة من (ج).
(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(٤) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(٥) في (ب) : «جيده».