قرأت على محمد بن عبد الواحد الهاشمي عن أبي بكر الحنبلي قال : أنبأنا أبو القاسم البندار إذنا عن أبي عبد الله بن بطة قال : حدثنا أبو محمد عبيد الله بن نعيم الكاتب ، حدثنا الحارث بن أبي أسامة ، حدثنا المدائني قال : كتب زياد بن عبيد الله الحارثي إلى أبي جعفر المنصور يسأله الزيادة في عطائه وأرزاقه ، وأبلغ في كتابه فوقع (١) المنصور فيه أن الغنى والبلاغة إذا اجتمعا في رجل أبطراه وأمير المؤمنين مشفق عليك ، فاكتف بالبلاغة.
وبالإسناد قال : أنشدنا أبو محمد بن نعيم قال : أنشدني خالد بن الكاتب لنفسه :
كيف يخفى تحول من هو يطفي |
|
هل ترى لي إلا لسانا وطرفا |
إن عيني ردت فؤادي بنار |
|
شوق أطفي وحرها ليس يطفأ (٢) |
كيف أهدي والنفس تزداد ضعفا |
|
كل يوم والحب يزداد ضعفا |
فسقى الله كأس كل سرور |
|
من سقاني كأس المنية صرفا |
ذكر [لي] (٤) الصولي أنه كان أكبر أولاد أبيه ، وأنه ولد في سنة إحدى وأربعين ومائتين ، وكان الناس يركبون إليه ، وذكر أن المهتدي خلف سبعة عشر ذكرا وست بنات ، قلت : وكان فاضلا عالما ، روى عنه أبو محمد التيمي.
أنبأنا الحسن بن محمد الكاتب عن أحمد بن أبي منصور الفقيه قال : أنبأنا جعفر بن أحمد الأديب إذنا عن أبي نصر عبيد الله بن سعيد بن حاتم الوائلي السجستاني قال : أنبأنا أبو الحسن بن فراش ، حدثنا أبو محمد إبراهيم بن محمد التيمي قال : سمعت أبا جعفر بن المهتدي بالله يقول : في جماعة كنت فيهم حاضرا ذكروا أنهم من حذاق المعتزلة ، فقال لهم أبو جعفر بن المهتدي : طلب فاطمة والعباس مورثهما من رسول
__________________
(١) في الأصل : «لوقع».
(٢) إلى هنا الساقط من (ج).
(٣) في (ب) : «الواثقى».
(٤) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل ، (ج).