بلغنا أنه توفي في موضع «بجرخ بند» (١) وكان راجعا من تفليس قاصدا للأمير أبي بكر في ليلة الأحد غرة ذي الحجة سنة تسع وتسعين وخمسمائة ، ودفن في ذلك الموضع ـ رحمهالله.
أخو الحسن بن علي الملقب بالهمام ، من أهل الحلة السفينة سكن الشام وكان يمدح ملوكها وأعيانها ويقال : إنه كان يسرق شعر أخيه الحسن ويدعيه ويمدح به الناس ، رأيت له قصيدة يمدح بها الملك المنصور محمد بن تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب ، أولها :
كم برسم لعلع من البدور الطلع |
|
يمنعن أقمار السماء في الدجى عن مطلع |
يراغم وراتع أكرم بها من |
|
كل رداح كالقضيب سهلة المقنع |
تعصمني القلوب بسهام من حلال البرقع |
|
صحيحة لا نائلي عن قلبي المصدع |
وأحر قلبي لبرود ريقها الممنع |
|
وآه من ذكر لئيلات الحمى والأجرع |
لهفي على تفريق طيب شملي المجتمع |
|
وما خلا بذلك المصطاف والمرتبع |
واستبدلت بعد الأنيس بالغراب الأبقع |
|
وبالقيان أنة الفرعل والسمعمع |
تعد بعد أهلها من الديار البلقع |
|
كم لي على رسومها من وقفة المعجع |
وزفرة تذكى لهيب النار بين أضلعي |
|
أندب ماضي زمن بربعها لم يرجع |
وأستهل في ذرى تلك الرسوم أدمعي |
|
ولم أجد للقذل في سلوهم سمعا يعي |
ومن مديحها :
الملك المنصور والطول الجزيل الرفع |
|
وطرد ناس وحجى بالخطب لم تزعزع |
جامع فضل تسوى غلاه لم يجمع |
|
بالبأس والنوال والإحسان والتورع |
ذو مقول بخرس كل مفصح ومصقع |
|
كهف العفاة ملجأ الخائف والمنقطع |
يردى الكماة بالمراضي والرماح الشرع |
|
سل عنه في يوم النزال بالقنا المزعزع |
هل غيره كان المجيب في الوغا إذا دعي |
__________________
(١) في النسخ : «بحرخ نبذ».