أبو محمد عبيد الله بن محمد بن طلحة الدامغاني في ليلة الاثنين السابع والعشرين من صفر سنة اثنتين وخمسمائة ، ودفن من الغد في مقبرة الخيزران عند قبر أبي حنيفة.
تقدم ذكر والده ، كان يلقب بكمال الدين ، وكان والده يتولى أستاذية دار الخلافة ، فلما ولى الوزارة في شهر ربيع الأول سنة ست وستين وخمسمائة ولى ولده هذا أستاذية دار الخلافة ، وكانت فيه شدة وصرامة (٢) وغلظة وجفاء وشدة بطش وقسوة وجبرية وسوء سيرة ، ولم يكن في بيته أسوأ طريقة منه ، ورأيت الناس وكافة مجتمعين على ذمه ، وقد سمع الحديث في صباه من جماعة ، ومات شابا لم يرو شيئا ، وكان أديبا يقول الشعر الحسن.
كتب (٣) إليّ أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب الأصبهاني ونقلته من كتابه (٤) قال : عبيد الله بن محمد بن عبد الله ابن رئيس الرؤساء الملقب بكمال الدين أستاذ الدار العزيزية شهم مهيب ، وله فهم مصيب ، وهو غضنفر بني المظفر ، وصيل أبي الرفيل وله شعر مروق ومفرق ، فمن ذلك قوله في بعض المماليك المستنجدية كان مليحا :
وأهيف معسول الفكاهة والملهى (٥) |
|
مليح التثني والشمائل والقد (٦) |
به ري عيني وهو ظام إلى دمي |
|
وخدي له ورد ومن خده وردي |
وله يمدح المستنجد :
رب الزمان أجل قدرا |
|
أن يهنئ بالزمان |
لكنها العادات في |
|
رفع المدائح والتهاني |
__________________
(١) انظر : الأعلام ٤ / ٣٥٥.
(٢) في (ب) ، (ج) : «حرابة».
(٣) في (ب) ، (ج) : «كتبت».
(٤) «من كتابه» قط من (ب). وفي (ج) : «بخطه».
(٥) في (ج) : «اللهى».
(٦) في (ب) ، (ج) : «القر».