من أهل البندنيجين ، كان أديبا فاضلا ، شاعرا ذا ، حسن المعرفة بالعروض والقوافي، قدم بغداد وحدث بها بشيء عن ابن الخلوقي الخطيب عن المفيد بأحاديث الأشج ، روى عنه البركات بن السقطي في معجم شيوخه.
أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة قال : سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول : سمعت أبا البدر محمد بن علي بن حمد بن الهمذاني الضرير بقرميسين يقول : سمعت والدي يقول : سمعت عم والدي عقيل بن الحسين يقول : رأيت قس بن ساعدة في النوم على نهر بالبندنيجين وهو على جمل أورق كما يحكي يعظ الناس ، فتقدمت إليه وأخذت بزمام الجمل وقلت : يا قس سل ربك أن يغفر لي ، فقال : أنا فقير إلى ما سألت فاعمل لما أملت ، وباري القسم إن المنهج للفم ، توبوا إلى خير متاب ، تدخلوا الجنة بغير حساب.
من أهل ميافارقين ، قدم بغداد ، وروى بها شيئا من خطب جده الأعلى عبد الرحيم عن جد أبيه أبي سالم طاهر بن علي بن يحيى عن جده يحيى ، سمع منه أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي علي السيدي في سنة ست وسبعين وخمسمائة (١).
من ساكني الظفرية ، تفقه على والده ، وتكلم في مجلس المناظرة ، وقرأ الأدب ، وقال الشعر الحسن ، وكتب خطا مليحا ، وسمع الحديث من أبوي الحسن هبة الله بن عبد الرزاق الأنصاري وعلي بن الحسن بن أيوب البزاز وغيرهما ، وشهد عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن محمد بن الدامغاني في يوم السبت الخامس والعشرين من شوال سنة أربع وخمسمائة ، فقبل شهادته ، وتوفي شابا في حياة والده لم يبلغ الثلاثين ،
__________________
(١) في (ج) : «آخر الجزء الرابع بعد الخمسين والمائة من الأصل ، بسم الله الرحمن الرحيم».
(٢) انظر : شذرات الذهب ٤ / ٣٩.