سألت عثمان عن مولده ، فقال : في سلخ ذي الحجة سنة ثمان وعشرين وخمسمائة ، وتوفي في النصف من شهر رمضان سنة أربع عشرة وستمائة ، ودفن بباب حرب.
كان من وجوه الناس وذوي الثروة الواسعة والمكانة والجاه عند الأكابر ، سمع الحديث الكثير من أبي الوجوه الصوفي ونصر بن نصر بن العكبري وأبي المظفر بن الشبلي وأبي الفتح بن البطي ومن خلق كثير غيرهم ، وحدث باليسير ، سمع منه ولده عبد الله وإبراهيم بن علي بن بكروس ومحمد بن النفيس بن منجب (٢) الرزاز ، ورأيته كثيرا ولم يتفق لي أن أكتب عنه شيئا.
توفي سحرة يوم الجمعة السابع عشر من ذي القعدة من سنة خمس وتسعين وخمسمائة، وصلى عليه من الغد بجامع القصر ، ودفن بباب حرب ، وقد جاوز الخمسين.
من أهل المسعودة ، تفقه على أبي الفتح بن المنى ، وكان يتكلم في مسائل الخلاف ، ويناظر الفقهاء ، ويعقد مجلس الوعظ ، وسمع الحديث من الكاتبة شهدة بنت أحمد الآبري ومن خديجة بنت أحمد بن الحسن النهرواني ومن جماعة من المتأخرين ، وشهد عند قاضي القضاة أبي صالح الجيلي في السادس عشرة من ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين وستمائة فقبل شهادته ثم إنه منع من الشهادة على الناس في رجب سنة خمس وعشرين ، وأذن له في الشهادة على القضاءة في السجلات ، كتبنا عنه ، وكان كيسا حسن الأخلاق متوددا.
أخبرنا عثمان بن أبي نصر المسعودي قال : أخبرتنا خديجة بنت أحمد ، أنبأنا الحسين
__________________
(١) في (ج) : «أو عمر».
(٢) في الأصل : «من منجب».