الله تبارك وتعالى في بعض كتبه (١) وأوحى إلى بعض أنبيائه : قل للذين يتفقهون لغير الدين ويتعلمون لغير العمل ويطلبون الدنيا لعمل الآخرة ويلبسون لباس مسوك الكباش وقلوبهم قلوب الذئاب ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر ، إياي يخدعون أو بي يستهزءون ، فبي حلفت لأتيحن لهم فتنة تذر الحليم فيهم حيران» (٢).
ذكره محمد بن داود بن الجراح في كتاب «الورقة في أخبار شعراء المحدثين» من جمعه فقال : صاحب الكتب شاعر مجيد ، توفي في سنة إحدى وسبعين ومائتين ، وكان حسن العلم بالفقه والغريب والآثار والشعر صدوقا ودفن شعره لما مات لئلا يوصل إليه ، وكان قال في المتوكل قصيدة يهجوه بها ، فبلغ خبرها المتوكل فأمر بقتله فعوجل المتوكل بالحادث عليه وأفلت.
وله القصيدة المشهورة يرثي بها أبا الحسين يحيى بن عمر الطالبي أنشدنيها محمد بن الأزهر وعرضتها عليه :
الا قل لنصل السيف هل أنت نادب |
|
هماما تنكبه (٣) القنا والقواضب |
وفيها يقول :
فان تك بابن المصطفى فترسد |
|
يعقر خيل حوله ونجائب |
فقيرك أجرى أن يعقر حوله |
|
رجال المعالي والنساء الكواعب |
بني هاشم قد جرب الناس وقعكم |
|
وهل حازم من لم تعظه (٤) التجارب |
وإن حمل الدهر الرزايا نفوسكم |
|
فلستم (٥) قروم الحادثات المصاعب |
__________________
(١) في الأصل ، (ج) : «كتابه».
(٢) انظر الحديث في : كنز العمال ٢٩٠٥٤.
(٣) في (ج) : «تبكيه».
(٤) في الأصل : «تقظه».
(٥) في الأصل ، (ب) : «قلتم».