كانت الخيرة بيده ، ومن عرض نفسه (١) للتهمة (٢) فلا يلومن من أساء به الظن ، وعليك بإخوان الصدق تعش في أكنافهم فإنهم زينة في الرخاء وعدة في البلاء ، ولا تهاونوا بالحلف بالله عزوجل فيهينكم الله ، ولا تسأل عما لم يكن فإن (٣) فيما قد كان شغلا عما لم يكن ، ولا تعرض بما لا يعنيك ، وعليك (٤) بالصدق [و] (٥) إن قتلك الصدق ، ولا تطلب حاجتك إلى من لا يحب نجاحها (٦) لك ، واعتزال عدوك واحذر صديقك إلا الأمين ، ولا أمين إلا من خشي الله ، ولا تصحب الفجار فتعلم من فجورهم ، وذل عند الطاعة واستعصم (٧) عند المعصية ، وتخشع عند القبور ، واستشر في أمرك الذين يخشون الله فإن الله تعالى يقول : (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ).
من أهل باب البصرة ، والد شيخنا عبد الله الذي تقدم ذكره ، سمع أبا البدر إبراهيم ابن محمد بن منصور الكرخي مع ولده ، وحدث باليسير ، سمع منه شيخنا أبو بكر محمد ابن المبارك بن محمد بن مشّق (٩) البيع وغيره.
أخبرني خطاب بن أبي بكر بن خطاب الفارسي قال : أنبأنا عثمان بن محمد بن الحسن الدقاق ، أنبأنا أبو البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرخي ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب وأنبأنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين بقراءتي عليه ، أنبأنا أبو غالب محمد بن الحسن الماوردي قراءة عليه ، أنبأنا أبو علي علي بن أحمد التستري قالا : أنبأنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي ، حدثنا أبو علي محمد بن عمرو اللؤلؤي ، حدثنا أبو داود السجستاني ، حدثنا محمد بن منصور ، حدثنا
__________________
(١) في (ب) ، (ج) : «عرض بنفسه».
(٢) في (ب) : «ولمهه».
(٣) في الأصول : «كان».
(٤) في الأصل : «إليك».
(٥) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(٦) في (ج) : «لحالها».
(٧) في الأصول : «استعص».
(٨) في الأصل : «أبو عمر».
(٩) في (ج) : «مشتق».