أقبل جيش الهجر في موكب |
|
بين يديه علم يخفق |
وانهزم الوصل إلى عسكر |
|
عليه سور وله خندق |
وصار قلبي في حصار الهوى |
|
كأنما النار له تحرق |
فحسب قلبي من تباريحه |
|
أني أسير والهوى مطلق |
من أهل الأندلس ، قدم بغداد بعد الثمانين وخمسمائة وأقام بها مدة للتفقه على أبي القاسم بن فضلان ، [و] (٢) سمع الحديث من أبي السعادات بن زريق وأمثاله ، وجمع مقامة وصف بغداد وقدومه إليها وسمعها منه جماعة وعاد إلى بلاده.
ذكر لي بركات بن ظافر الصبان بمصر أن عتيقا الحميدي بفتح الحاء نسبة إلى بعض أجداده وأنه أندلسي ، قدم عليهم مصر مرتين : الأولى متوجها إلى الشام والعراق ، والثانية عائدا إلى بلاده ، وذكر أنه كان أديبا فاضلا ، له ديوان شعر في مجلدة ، وصنف كتابا في الحلي والشيات (٣) وما يليق بالملوك من الآلات ، صنعه لبعض ملوك المغرب ، وذكر أنه تولى القضاء بالمعدن (٤) وتوفي هناك.
من أهل سبتة بلدة بالمغرب على ساحل البحر المسمى بالزقاق (٦) وعليه عبر بنو أمية قديما إلى المغرب واللمتون حديثا ، صحب عتيق هذا ملكهم يوسف بن تاشفين الملقب بأمير المسلمين ، وكان يدعو إلى بني العباس ، وولاه قضاء شبتة ، وكان فقيها محققا على مذهب مالك ، وله في كل علم قدم ، قدم بغداد وأقام بها سنين يتفقه ويقرأ الأدب ، وسمع بها الحديث من أبي الحسين بن الطيوري وأبي عبد الله الحميدي ، وانحدر إلى البصرة وسمع بها من أبي يعلى أحمد بن محمد المالكي وأبي القاسم عبد
__________________
(١) انظر : الأعلام للزركلى ٤ / ٣٦٢.
(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(٣) في الأصول : «الشات».
(٤) في المستفاد : «تولى القضاء بالغرب».
(٥) انظر الأنساب ، للسمعاني ٧ / ٥٢.
(٦) في الأصول : «بالرقاق».