كتب إليّ أبو الفتوح أسعد بن أبي الفضائل العجلي أن أبا بكر أحمد بن موسى المقرئ أخبره عن مسعود (١) بن ناصر السجزي قال : أنشدنا أبو بكر محمد بن عبيد الله الحنبلي بدير عاقول قال : أنشدني والدي أبو القاسم عبيد الله بن أحمد قال : أنشدني الأحنف العكبري لنفسه :
يغدو الفقير وكل شيء ضده |
|
والأرض تغلق دونه أبوابها |
حتى الكلاب إذا رأت ذا برة |
|
أصغت إليه (٢) وحركت أذنابها |
وإذا رأت يوما فقيرا مقبلا |
|
هرت (٣) عليه وكشرت أنيابها |
وبالإسناد المذكور قال : أنشدني والدي قال : أنشدني الأحنف العكبري لنفسه :
بادر إلى كل معروف هممت به |
|
فليس في كل (٤) وقت يمكن الكرم |
كم مانع نفسه إمضاء مكرمة |
|
عند التمكن حتى عاقه العدم |
ليس الندامة في إمضاء مكرمة |
|
بل في التخلف عنها يحدث الندم |
روى عن الشريف أبي الحسن محمد بن علي بن عمر العلوي حكاية عجيبة رواها عنه القاضي أبو [علي] (٥) المحسن بن علي بن محمد التنوخي في كتاب «نشوار (٦) المحاضرة» من جمعه.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن محمد بن عبد الباقي ، أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إذنا عن أبيه قال : حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد الإسكافي الكاتب قال سمعت الشريف محمد بن عمر العلوي الكوفي يقول إنه لما بني داره وكان فيها حائط عظيم العلو فبينما البناء قائم على أعلاه لإصلاحه حتى سقط الرجل إلى الأرض فارتفع الضجيج استعظاما للحال لأن العادة لم تجر بسلامة من
__________________
(١) في الأصل : «محمود».
(٢) في (ج) : «ذلت إليه» وفي (ب) : «ذلته لديه».
(٣) في (ب) : «تهرت».
(٤) في الأصل : «فليس فلبس كل» وفي (ب) : «فليس لي كل».
(٥) ما بين المعقوفتين زيادة من معجم المؤلفين».
(٦) في (ج) : «بشوار» وفي الأصل : «لشوار».