من أهل المغرب ، قدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته ، وكانت له معرفة تامة بعلم النجوم والهيئة وعمل الأصطرلاب وآلات الفلك من الرخامات وموازين الشمس ومعرفة أوقات الليل والنهار ، وله في ذلك مصنفات حسنة ، قرأ عليه جماعة من أهل بغداد وانتفعوا به ، وتوفي في جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.
من أهل المغرب ، ذكره أبو المعالي سعد بن علي الحظيري الكتبي في كتاب «زينة الدهر» من جمعه ، وقال : أنشدني لنفسه ببغداد :
قم هاتها في كف أحور أو طفا |
|
راحا أرق من النسيم وألطفا |
يسعى بها حيث الدلال كأنما |
|
يحكيه خد للنديم وأرشفا |
فكأنها في الكأس دابة (٢) عسجد |
|
وحبابها در عليه قد طفا |
فانهض إلى بيت الكروم فإنها |
|
نجم بشيطان الهموم تكلفا |
فالروض يعبق من ريح مسكه |
|
والجو يدفق من غمام قرقفا |
والسحب تلعب بالبروق كأنها |
|
قار على عجل يقلب مصحفا |
قد قلدت بالنور أجياد الربى (٣) |
|
خليا وألبست الحمائل مطرفا |
فكأنها جود بن فياض الذي |
|
أضحى يجدد في المكارم ما عفا |
وأورد (٤) له أيضا :
كأن رياض ساحته سماء |
|
وناجم زهرها زهر النجوم |
نزلنا من رباة فوق هام |
|
معممة من البيت العميم |
__________________
(١) انظر : معجم المؤلفين ٦ / ٢٥١.
(٢) في الأصل ، (ج) : «كانت».
(٣) في (ج) : «الذي».
(٤) في (ج) : «ورد».