وقصده أبناء الدنيا وخدم دار الخلافة بالصدقات والعطايا فقبلها وفرقها على أصحابه ، وكثر أتباعه وقاصدوه ، وعمر موضعا كبيرا أضافه إلى زاويته ، واستغنى جماعة من أصحابه حتى صاروا ينفذون التجارات والبضائع إلى البلاد طلبا للكسب ، ومع هذا فيعطيهم من الصدقات التي تأتيه ، ولم يدخر هو لنفسه شيئا ، وكان مديما للصلاة والصيام ، يلبس الخشن والوسخ ، وما أظنه تزوج قط ولا اجتمع بامرأة ، وكان باذلا للطعام لأكثر من يقصده ويخص أبناء الدنيا باللطيف ، والفقراء بما دونه ، وحدث بشيء يسير من الحديث ، سمع منه أحاد الطلبة.
وتوفي يوم الثلاثاء السادس والعشرين من جمادى الأولى من سنة ست وثلاثين وستمائة ، وصلى عليه من الغد بباب الحريم ، وحضره خلق كثير ، ودفن بالشهداء من باب حرب ، وكان قد ناطح السبعين.
ابن أخت علي بن داود القنطري ، قدم دمشق ، وسمع بها أحمد بن صاعد الصوري الزاهد ، حكى عنه أبو شيبة داود بن إبراهيم بن روزبه الفارسي البصري ، هكذا ذكره أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي في تاريخ دمشق من جمعه ونقلته من خطه.
قرأت على أبي عبد الله الحنبلي عن أبي طاهر محمد بن أبي نصر التاجر أن عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن مندة أخبره عن أبي سعيد النقاش قال : سمعت نصر بن أبي نصر الطوسي العطار يقول :
يا قارع الأبواب ترجوا الغنى |
|
ليس الذي استرزقت بالرازق |
سألت من يعجز عن نفسه |
|
فارجع إلى ما في يد الخالق |
حدث بحديث منكر غريب الإسناد على أبي علي بن أبي داود الأنباري.
أنبأنا ذاكر بن كامل بن أبي غالب الخفاف أن أبا البركات هبة الله بن المبارك بن موسى أخبره قال : حدثني هبة الله بن عبد الله ، أخبرني عمي أحمد بن محمد السيي ،