موت القاضي أبي علي يعقوب الحنبلي ، وكان متزهدا متقللا من الدنيا ، شافعي المذهب ، ولم يكن يدري ما الحديث.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال : مات القاضي أبو المعالي عزيزي بن عبد الملك في يوم الجمعة سابع عشر صفر سنة أربع وتسعين وأربعمائة ، ودفن من الغد في مقبرة باب أبرز.
قلت : وقد زرت قبره غير مرة وهو مقابل تربة أبي إسحاق الشيرازي ، وكانت عليه بلاطة ، فذهبت وقد خرب في هذه الأيام ودثر.
من أهل نصيبين إمام مسجد كندة بها ، قدم بغداد في صباه وتفقه بها على مذهب الشافعي ، وأقام بها مدة يسمع الحديث من أبي القاسم بن الحصين وأبي العز بن كادش وأبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وأبي القاسم بن السمرقندي وجماعة من أصحاب ابن النقور والصريفيني وأبي نصر الزينبي وأبي القاسم بن السري وأبي بكر الخطيب ، وحدث بيسير، سمع منه ابن السمعاني.
وسألت عنه شيخنا عبد الوهاب الأمين فأثنى عليه كثيرا وقال : كان ناسكا صالحا ساكنا قليل المخالطة للناس ، سمع معنا كثيرا ، قلت : ثم إنه عاد إلى نصيبين وأقام بها يفتي ويدرس ويحدث ، وكان عالما زاهدا ورعا ثقة فاضلا ، له مروءة ، وفيه عصبية وخدمة للغرباء الواردين إليه.
أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة قال : حدثنا أبو سعد بن السمعاني من لفظه قال : أنبأنا عسكر بن أسامة النصيبي ببغداد وأنبأنا عبد الوهاب الأمين قراءة عليه قالا : أنبأنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو طالب بن غيلان ، أنبأنا أبو بكر الشافعي ، حدثني محمد ابن غالب ، حدثني عبد الصمد ، حدثنا أبو جعفر الرازي عن محمد بن المنكدر عن أبي موسى الكندي عن أبي هريرة قال : كان النبي صلىاللهعليهوسلم يكثر أن يقول (٢) : «اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين».
__________________
(١) انظر : طبقات الشافعية للسبكى ٤ / ٢٧١.
(٢) في (ج) : «من قول».