من أهل واسط من أولاد المحدثين ، سمع أباه وأبا محمد أحمد بن عبيد الله بن الآمدي المقرئ وأبا الفضل (١) محمد بن محمد بن أبي زنبقة (٢) وأبا محمد صالح بن سعد الله بن سعد الله بن الجوابي العلوي ، وقدم بغداد مع والده وهو صبي فسمع بها أبا المظفر هبة الله بن أحمد بن محمد بن الشبلي وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وأبا عبد الله أحمد بن علي بن المعمر الحسيني وأبا العباس أحمد بن المبارك بن الرقعاني (٣) ثم قدم بغداد بعد علو سنه مرات وسمع بها من جماعة من المتأخرين وسكنها في آخر عمره إلى حين وفاته ، وحدث بها وكتبنا عنه ، وكان شيخا حسنا لا بأس به.
أخبرنا أبو المعالي عبيد الله بن علي بن المبارك بن نغوبا قراءة عليه بجامع القصر من شرقي بغداد قال : أنبأنا أبو المظفر هبة الله بن أحمد بن محمد بن الشبلي ، أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الهاشمي ، أنبأنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص ، حدثنا عبد الله (٤) هو البغوي ، حدثنا عبد الجبار بن عاصم ، حدثني هانئ ابن عبد الرحمن بن أبي عبلة عن جبير بن نفير عن سلمة بن نفيل الكندي (٥) وكان قومه (٦) بعثوه وافدا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : بينا أنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم تمس (٧) ركبتي ركبته مستقبل الشام بوجهه مول إلى اليمن ظهره إذا أتاه رجل فقال : يا رسول الله! أذال الناس الخيل ووضعوا السلاح وزعموا أن الحرب قد وضعت أوزارها ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «بل كذبوا بل الآن جاء القتال ، لا تزال فرقة من أمتي يقاتلون عن أمر الله عزوجل يزيغ (٨) الله بهم قلوب أقوام وينصرهم عليهم حتى تقوم الساعة أو حتى يأتي أمر الله ، الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ، وهو
__________________
(١) في النسخ : «المفضل».
(٢) في النسخ : «رينقة».
(٣) في (ج) : «المرقعاني».
(٤) في (ب) : «عبيد الله».
(٥) في الإصابة والتهذيب : «السكوني».
(٦) في النسخ : «وكان يومه».
(٧) في الأصل ، (ب) : «تمشى».
(٨) في النسخ : «يرفع الله لهم».