أقام بالعرصة ثلاثا».
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي قال : سألته ـ يعني عطاء بن عبد المنعم ـ عن مولده ، فقال : في سنة ست وخمسمائة بأصبهان ، كان عطاء هذا حيّا في سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة.
ولد بآلس (٣) قرية بقرب الحديثة ، ونشأ بدجيل ، ودخل بغداد وصار جاويشا في أيام الإمام المسترشد بالله ، وقد هجاه ابن المفضل الشاعر بأبيات منها :
يختال في السيف المحلي والقنا |
|
كطفان يخطر في سماط مطهر |
كطفان : اسم مسخرة كان ببغداد.
ثم إن المؤيد عانى نظم الشعر فأكثر منه حتى عرف به ومدح وهجا ، وكان قد لجأ إلى خدمة السلطان مسعود بن محمد بن ملكشاه ، وتفسح في ذكر الإمام المقتفي وأصحابه بما لا ينبغي فقبض عليه وسجن.
قرأت في كتاب «خريدة القصر» لأبي عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب الأصبهاني بخطه وأجاز لي روايته عنه قال : المؤيد بن محمد الآلسي (٤) بغدادي الدار ، ترفع ذكره وأثرت حاله ونفق شعره وكان له قبول حسن ، واقتنى أملاكا وعقارا ، وكثر رياشه وحسن معاشه ، ثم عثر به الدهر عثرة ضعف منها انتعاشه ، وبقي في حبس المقتفي أكثر من عشر سنين إلى أن أخرج في زمان المستنجد سنة خمس وخمسين عند توليه من الحبس ، ولقيته حينئذ وقد غشي بصره من ظلمة المطمورة التي كان فيها محبوسا ، وكان زيه زي الأجناد ، سافر إلى الموصل ، وتوفي بعد ذلك بثلاث سنين ، وله ، شعر حسن غزل وأسلوب مطرب ونظم معجب ، وقد يقع له من المعاني المبكرة ما يندر ، فمن ذلك ما أنشدني له شمس الدولة علي ابن أخي الوزير عون الدين بن هبيرة
__________________
(١) في الأصول : «الآنسى».
(٢) انظر : الأعلام ٥ / ٣١.
(٣) في (ج) : «بالسن».
(٤) في الأصول : «الآنسى».