لرضاك» (١).
ذكر القاضي أبو المحاسن القرشي أنه سأل عثمان بن الحسين بن الحكيم عن مولده ، فذكر ما يدل أنه في سنة خمس عشرة [وخمسمائة] (٢) ، وتوفي عثمان بن الحكيم في ذي القعدة سنة ست وتسعين وخمسمائة.
من أهل هيت ، كان أديبا فاضلا ، مليح الشعر ، لطيف (٣) الطبع ، كيّسا طيب المعاشرة (٤) ظريفا ، كان يقدم بغداد أحيانا وينزل بالمدرسة النظامية ، اجتمعت به كثيرا ، وأنشدني شيئا من شعره ولم أحفظ عنه شيئا ، وكان متهاونا بالأمور الدينية ، عفا الله عنا وعنه.
أنشدني أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد المجيد قال : أنشدني عثمان ابن خمارتاش الهيتي لنفسه ببغداد :
شيئان لم يبلغهما واصف |
|
فيما مضى بالنظم والنثر |
مدح ابنة العنقود في كأسها |
|
وذم أفعال بني الدهر |
أنشدني القاضي أبو الفتوح بن جدا الهيتي قال : أنشدني ابن خمارتاش لنفسه :
المال أفضل ما ادخرت فلا تكن |
|
في مرية ما عشت من (٥) تفضيله |
ما صنف الناس العلوم بأسرها |
|
إلا بحيلته على تحصيله |
وأنشدني ابن جدا قال : أنشدنا ابن خمارتاش لنفسه لما تزوج :
كان رأي أن لا يكون الذي |
|
كان فيا ليتني تركت برائي |
لا يزال الإنسان يخدمه السعد |
|
إلى أن يقول بيت (٦) أحمائي |
__________________
(١) انظر الحديث في : المستدرك ٣ / ١٥٣. ومجمع الزوائد ٩ / ٢٠٣. والمعجم الكبير ١ / ٦٦.
(٢) ما بين المعقوفتين بياض في الأصول.
(٣) في (ج) : «كصيف».
(٤) في (ج) : «طيب المعاشرة أديبا».
(٥) في الأصل : «من شاغل».
(٦) في (ب) : «يقول بيت في أحمائى».