اختلف العلماء إزاء هذه القضية قديما وحديثا إلى طائفتين ، الأولى : ترى أن العلوم والمعارف قد أخذت مساحة كبيرة من القرآن ، وخاصة عند ما يلفت القرآن نظرنا للحديث عن السماء والأرض والجبال والبحار والأنهار والإنسان والنجوم والطيور ... وعلى هذا فإن هناك تطابقا بين الثوابت العلمية التي وصل إليها علماء العصر ، وبين الآيات القرآنية ، غير أن بعضهم بالغ حتى جعل من القرآن الكريم موسوعة علمية تشتمل حتى على المخترعات والمكتشفات بأنواعها.
والثانية : ترى أن القرآن الكريم كتاب هداية ونور ، وما المعارف العلمية إلا نتيجة من نتاج العقل البشري ، ولا صلة لها بالقرآن.
وسوف تعرض بعون الله تعالى أبرز هذه الآراء من العلماء القدامى والمعاصرين ، سواء من ذهب إلى صحة التفسير العلمي للقرآن الكريم ، أو من عارض تفسير القرآن على أساس العلم ، وبعد استعراض آراء كل طائفة ، ستساق أدلة كل منها على حدة ، ثم يعقد مبحث ختامي لهذا الفصل يثبت فيه الرأي الذي نميل ونطمئن إليه ، مع بعض المناقشة والاستدراكات.