الأصلية أعني العلوم التطبيقية ، فكانوا يتناقلون المعلومات فيما بينهم ، وهنا آثرت أن أرجع إلى الكتب العلمية التي كتبها الغربيون أنفسهم وغيرهم من أهل الاختصاص وأتناول المادة من مصادرها الأصلية.
ـ كثير من الكتب تخصّصت في الحديث عن العلوم والاكتشافات العصرية دون الإشارة إلى الناحية التاريخية ، وقليل منها تحدث عن الناحية التاريخية دون الإشارة إلى القضايا التطبيقية ، لكني حاولت أن أجمع بينهما.
ـ معظم الذين كتبوا في هذا المجال لم يلتزموا بالضوابط والموازين التي وضعها العلماء للتفسير العلمي ، بل اعتمدوا في بحوثهم على النظريات والفرضيات ، وأقحموا المعارف الكونية إقحاما ، أو أثنوا أعناق الآيات لتفسيراتهم ، وكما هو معلوم أن النظريات تتغير وتتبدل ، ولكنني اعتمدت في بحثي على القضايا اليقينية التي ارتقت إلى مستوى القطعية وما أكثرها .. وهذا هو السبب في أنني لم أخصص الرسالة في جانب معين ، والذين خصصوا أبحاثهم في جانب معين تجاوزوا الحدود والضوابط ، فالذي كتب في الطب القرآني مثلا ، أكثر من ذكر القضايا الطبية ، وكأن الكتاب كتاب طب ، وهكذا في سائر العلوم ، فمن أجل المحافظة على مقاصد الآيات ، اكتفيت هنا بالحديث عن الإشارات القرآنية ، ولم أجعل من القرآن الكريم كتاب علم فقط.
والمنهج المعتمد في هذه الدراسة ، هو منهج الاستنباط والمقابلة ، فإننا نستنبط من الآيات القرآنية ما نقف عليه من القضايا الكونية الثابتة عند المقابلة الدقيقة ، ولسوف يكون مجال الدراسة هو رياض القرآن الكريم ومعطيات العلوم الكونية.
ولا يخفى أن أي طالب أو باحث تعتريه خلال خطوات بحثه صعوبات وإشكالات تعرقل له مسيرة بحثه ، لكن بفضل الله تعالى ، ثم بفضل توجيهات الأستاذ المشرف وغيره من أهل العلم والاختصاص ، تذلل هذه الصعوبات ويتسنّى للطالب القدرة على تركيب مفردات القضية المدروسة ثم بناؤها بالشكل الدقيق.
ومن أبرز ما استوقفني من المصاعب خلال مراحل البحث ، محاولة هضم القضايا العلمية والإحاطة بمصطلحاتها المتنوعة ، فكنت أطيل القراءة في الكتب العلمية لفهم مصطلح معين أو قضية ما ، ولا شك أن توفر كل وسائل البحث والكتب المطلوبة أمر صعب للغاية ، مما حتّم عليّ السفر والتنقل المستمر للحصول على المراجع المطلوبة ، فضلا عمّا هو متوفر في المكتبات العامة ، وقد سافرت إلى العديد من البلدان ، واستفدت بفضل الله تعالى من هذه التنقلات.