الإعجاز العلمي في القرآن الكريم سبيلا من سبل الدعوة إلى الله ، لا بل من أهم ما ينبغي أن يدرّس ويركز عليه.
إن الآيات الكونية والعلمية في القرآن الكريم تنادينا وتستنهض هممنا وتقول لنا : يا أتباع محمد أنا المعجزة المادية العلمية في عصر المادة ، فلئن كان أجدادكم العرب وهم أصحاب الفصاحة وفرسان البلاغة قد ذهلوا عند سماعهم القرآن الكريم لما انطوى عليه من بلاغة وبيان ودقة ، فخضعوا لسلطانه واستسلم أكثرهم لأوامره ، فمتى يا مسلمون تبينون الجانب الكوني والعلمي في آيات القرآن؟.
فإلى كل داع إلى الله ، وإلى كل داعية إلى الحق المبين ، أن تكون دعوته قائمة على دعائم وركائز العلم والمعرفة ، وأن يبرز الحقائق العلمية التي قد سجلها القرآن وسبق أصحاب العلوم الذين يدعون أنهم هم أول من اكتشفها وتحدث عنها ، عساهم أن ينصاعوا إلى الحق والإيمان.
إن المسئولية تقع على عاتق كل مسلم دون استثناء ، وأخص منهم العلماء والحكام ، الذين ملكوا زمام أمور المسلمين ، وأقول لهم : يا قادتنا إن أصحاب الباطل يروّجون لباطلهم في الليل والنهار وكبار رؤساء الدول الغربية يدعمون حملات التنصير والاستشراق دعما باهظا لترويج بضاعة الصليبيين وأباطيل الماسونيين ... فهلّا قمتم يا حكام العرب والمسلمين بتجهيز الدعاة إلى الله وإلى الحق ، لعرض أوجه الإعجاز العلمي في القرآن على أساطين العلوم في الغرب ، وأن تعلنوا للغرب أن الإسلام ليس دين إرهاب وسفك للدماء ، إنما هو دين العلم ، دين متابعة التكشفات العلمية والمستجدات العصرية لتقيموا الحجة وتثبتوا المعجزة؟
إذا كان أصحاب الباطل يدعون لباطلهم ، فلما ذا نستحي من دعوتنا إلى الحق؟.
إذا كانت وسائل الإعلام غربا قد شوّهت صورة الإسلام ، وأقنعت أبناءها هناك أن المسلمين ما تخلفوا إلا بالإسلام ، لأنه دين الحرب والتقتيل والدمار ، فأصبح الغربيون يعرضون عن الإسلام إعراض المشمئز الكاره له ، فلما ذا لا نقوم بتصحيح هذه الأفكار المغلوطة ، ونبين لهم وجه الحق والصواب؟ إذا كنا نحن ضعفاء بمقومات حياتنا المادية ، وبصناعاتنا وإنتاجاتنا المحلية ، وكنا شعبا مستهلكا لما يصدره لنا الغرب في شتى جوانب الحياة ، فإننا بحمد الله أقوياء في عقيدتنا ، أقوياء في علومنا ومعارفنا لكن هل من مبلّغ؟.