١ ـ الانكماش العظيم ونهاية الكون : وصاحب هذا الاتجاه هو العالم «ستيفن وينبرغ» والذي أسهب في الحديث عن نهاية الكون ، وأنه كما بدأ بانفجار عظيم ، كذلك فإنه سيعود وينكمش على نفسه كما بدأ ، وقد أثبتنا تصوره هذا آنفا ، وكان قد سجل هذا الاستنتاج في كتابه «الدقائق الثلاث الأولى من عمر الكون» ثم جاء «ستيفن هوكنغ» وأكد هذه الفكرة ، وأطلق على نهاية الكون بناء على دراساته الفلكية ب (الانكماش العظيم) وذلك في كتابه «تاريخ موجز للزمان» ويعتبر هذا الاتجاه من أقوى ما سجل حول نهاية الكون.
٢ ـ الثقوب السوداء والنهاية الكونية : وهذا التصور حول نهاية الكون ، لا يختلف عن سابقه من حيث المضمون ، فكلاهما ينص على النهاية الأكيدة للكون ، إلا أن الاختلاف ناشئ من جهة الحيثية والملابسات التي تعتري أطوار النهاية.
ولا بد من التركيز قليلا على قضية «الثقوب السوداء» (١) ، لما لها من الأهمية البالغة في دراسات الفلكيين ، وكذلك لأن اقتناع عدد ليس بالقليل من العلماء بأن مصير الكون ونهايته إنما سيتم ضمن مقبرة النجوم في السماء ، ألا وهي الثقوب السوداء ، فما هي تصورات العلماء حول هذه الثقوب؟ وما هي طبيعتها؟ وكيف تتم عملية جذب الكواكب والنجوم إلى داخلها وكيف تكون النهاية؟.
يقول «ستيفن هوكنغ» : (وبعد عشرة مليارات سنة أو نحوها ، ستكون معظم النجوم في الكون قد احترقت ، والنجوم ذات الكتل المشابهة لكتلة الشمس سوف تتحول إما إلى أقزام بيضاء ... أما النجوم ذوات الكتل الأكبر ، فتتحول إلى ثقوب سوداء ، وهذه أصغر من النجوم (النيوترونية) (٢) وتمتلك حقلا ثقيلا شديدا يمنع الضوء ، وكل شيء آخر من الخروج منها ... ويتجمع في النهاية ليكون ثقبا أسودا عملاقا في مركز المجرة ، وما قلناه عن مجرتنا ينسحب على المجرات الأخرى ، ومهما تكن المادة
__________________
(١) الثقب الأسود «black hole» ، جسم فائق التقلص ، يملك جاذبية قوية جدا إلى درجة أنها تمنع الضوء نفسه من الإفلات. انظر : الموسوعة الكاملة ، ٢ / ٥٦.
(٢) النجم النيوتروني ، neutron star ، نجم بارد ، مدين ببقائه للتنافر بين النيوترونات في مبدأ الاستبعاد. انظر : موجز في تاريخ الزمان من الانفجار العظيم إلى الثقوب السوداء ، ستيفن هوكنغ ، ص ٢١١.