الاحتراق ، التي تمر عبر عضلات الإنسان ولحمه ، وكأنها تخترق الهواء لا يوقفها إلا العظم ، ينظر الرواد عبر مرصدهم الفلكي المحمول على متن السفينة ، فيشاهدون ضوء النجوم البعيدة يحيط بمنطقة داكنة لا تسمح بمرور أي شعاع ضوئي ، هي ستار مسرح الأحداث المحيط بالثقب الأسود والذي يقارب قطره ٣٧ ميلا ، إن ما يقع ضمن مسرح الأحداث لا يمكن رؤيته أو سماعه من قبل أي شخص ينظر إليه من الخارج ، أما إذا دخل المشاهد مسرح الأحداث عندها يكون قد فات الأوان ، انطلاقا من هذه التصورات وجد العلماء أن قوة الجاذبية الخارقة للثقب الأسود ، هي ذات آثار يمكن كشفها ، فهي قادرة على أسر نجم قريب ووضعه في مدار حول الثقب الأسود ، يطلق النجم المأسور أثناء ذلك إشعاعات قوية ، وما على العلماء في هذه الحالة إلا كشف صرخات الاستغاثة التي يطلقها النجم المأسور ليشكل إشعاعات سينية ، و «فوق بنفسجية» (١) كي يستدلوا على وجود الثقب الأسود المتواري عن الأنظار) (٢).
وفي إطار دراسات العلماء حول الثقوب السوداء هذا المقال : (ساهم ارتفاع مفاجئ للمعان سحابة غازات عالية الحرارة بمركز مجرة درب التبانة ، في دعم الفكرة القائلة بوجود ثقب أسود غاية في الشساعة وسط هذه المجرة ، ويعتقد غالبية علماء الفلك أن ذلك الشيء يوجد فعلا هناك ، لكن الأدلة المقدّمة لغاية الآن ، والمبنية على تحركات في نجوم مجاورة ، لم تصل إلى خلاصات حاسمة ، وقد تمكنت عمليات مراقبة أجريت أخيرا لمركز المجرة ، من رصد طاقة ناجمة عن وميض من (أشعة إكس) ظل يلمع ويفتر مدة عشر دقائق ، وهذه الفترة إذا ما أضيفت إلى دلائل سابقة تسمح لعلماء الفلك بقياس كتلة وحجم الثقب الأسود المحتمل ، وقد كانت المحصلة هي كتلة تفوق مليوني أضعاف كتلة الشمس ، ويعتقد العلماء أن التفسير الوحيد لهذه الظاهرة هو وجود ثقب أسود هناك.
__________________
(١) أشعة فوق بنفسجيةultraviolet rays ، وهي أمواج كهرومغناطيسية ، لها تردد أكبر من تردد الأشعة البنفسجية ، وهي أشعة غير مرئية تستخدم لأغراض التعقيم ، ولها دور مهم في تكوين فيتامين «د» في الجسم ، ولكن إذا تعرض الجسم لهذه الأشعة لفترة طويلة تؤدي إلى حدوث سرطان الجلد.
انظر :
http // : www. schoolarabia. net / kemya / general chemistry / glossary / chem I / chem. htm
(٢) انظر : مجلة العربي ، الكويت ، العدد ٣١٣ ديسمبر ، ١٩٨٤ ، مقال لسمير صلاح الدين شعبان ، ص : ١١٥ ، وانظر : الثقوب الكونية السوداء فائز فوق العادة ، دمشق ، دار المعرفة ، الطبعة الأولى ، ١٤٠٩ ه / ١٩٨٨ ، ص : ١٧٥.