ولقد مكّنت الدراسات النظرية المعتمدة على (تجارب مختبرات الفيزياء النووية ، من معرفة التفاعلات التي تتم في داخل الشمس وما ينجم من طاقة متولدة عن تلك التفاعلات : تفاعلات الاندماج (الهيدروجينية) وانتقال تلك الطاقة إلى السطح ، وإشعاعها بعد ذلك في الفضاء ... وسطح الشمس في حالة نشاط مستمر ، إذ تكثر العواصف الشمسية ، والبقع الشمسية ، و (الفوتونات) ، وألسنة اللهب والخيوط المنبثقة من السطح) (١).
كما يلاحظ (بالقرب من أطراف قرص الشمس مناطق فاتحة اللون «مشاعل» وتمثل هذه الظاهرة مناطق الغازات الشديدة التسخن ، والمرتفعة إلى الطبقات العليا من الغلاف الجوي للشمس وتظهر هذه الظاهرة في أغلب الأحيان عند ما تحتل البقع الشمسية أطراف القرص الشمسي ، عندها نشاهد المشاعل محيطة بالقرص ، وهي لهيب وألسنة نارية متوهجة) (٢).
وأما القمر فهو : (ثاني الأجرام سطوعا بعد الشمس ، ولكنه لا ينبعث منه ضوء من تلقاء نفسه لأنه ليس ملتهبا متوهجا توهجا ذاتيا كالشمس ، ولكنه بارد ينير كالمرآة يعكس جزءا من ضوء الشمس الساقط عليه) (٣).
ولقد ثبت للعلماء أن القمر : (يعكس الضوء كالمرايا ، ذلك الضوء الذي يأتيه من الشمس والقمر ليس جسما ملتهبا كالشمس كي يكون مضيئا بنفسه ، فقد نزل عليه رواد الفضاء من الأمريكيين وأثبتوا أنه جسم صخري قليل الصلابة ، وتتميز صخور القمر باللون الرمادي الغامق الداكن ، وتشبه في ذلك لدرجة كبيرة لون الصخور الأرضية ، أما تربته التي تعكس ضوء الشمس فتتخذ درجات الأسود الغامق ... والدراسات كلها تؤكد أن قشرة القمر أسمك كثيرا من قشرة الأرض ، بل يحتمل أن يكون القمر صلبا في
__________________
(١) المنظومة الشمسية ، علي موسى ومخلص الريس ، دمشق ، دار دمشق ، الطبعة الأولى ، ١٤٠٣ ه / ١٩٨٣ ، ص : ٤٧ ، وانظر : مبادئ الطاقة الشمسية وتطبيقاتها ، سهيل فاضل وإلياس الكبة ، بيروت ، دار الحداثة ، الطبعة الثالثة ، ١٩٨٧ ، ص : ٣٢.
(٢) الجغرافية الفلكية ، أمين طربوش ، دمشق ، دار الفكر ، الطبعة الأولى ، ١٤٠٦ ه / ١٩٨٦ ، ص : ٣١٤.
(٣) المعارف الكونية ، إعداد نخبة من العلماء ، القاهرة ، دار الفكر العربي ، ١٤١٨ ه / ١٩٩٨ ، ص : ١٦٢.