وهناك نوعان من الحركات للأرض (حركة ظاهرية وحركة حقيقية ، الحركة الحقيقية هي مدار الأجرام في أفلاكها في دورات موقوتة منتظمة ، والحركة الظاهرية ما نشاهده من حركات نسبية بين الأجرام على القبة السماوية بالنسبة لبعضها البعض ، والدورة اليومية المحورية ، حيث تدور الأرض حول محورها دورة واحدة خلال فترة زمنية قدرها ٢٣ ساعة و ٥٦ دقيقة ، و ٤ ثوان أمام النجم البعيد وينتج عن هذه الدورة ما يسمى باليوم النجمي ، بينما تتم الأرض دورتها حول الشمس خلال ٢٤ ساعة ، وهو ما يسمى باليوم الشمسي ، ومن أهم نتائج الدورة المحورية لكوكب الأرض تعاقب الليل والنهار ، وأما الدورة الانتقالية ، فتدور الأرض حول الشمس بمدار إهليلجي ، تحتل الشمس إحدى بؤرتيه بسرعة مدارية قدرها ٧٩ ، ٢٩ كم / ث ، ويميل محور الأرض على مستوى دورانها حول الشمس بزاوية ثابتة مقدارها ٤ ـ ٢٣ ، وتتم الأرض دورتها خلال فترة زمنية قدّرها العلماء ٣٦٥ يوما و ٦ ساعات و ٩ دقائق و ٤٥ ، ٩ ثانية ، وينتج عن هذه الدورة تعاقب الفصول الأربعة ، حيث يبقى محورها متجها نحو النجم القطبي خلال تلك الدورة) (١).
وفي كتاب «العالم الذي نقطنه» : (الأرض وحدها هي التي تتم دورة كاملة على ذاتها بيوم واحد فتكشف عن القبة السماوية قليلا فقليلا ، وتمر أمام الشمس التي تنيرنا ومن ثم تعيدنا إلى الليل وعند ما تغمر الشمس السماء بنيرانها طيلة النهار ، فإنها تحجب عنا رؤية النجوم التي تكمل مع ذلك دورتها) (٢).
وفي «موسوعة الجيولوجيا» تعرف الأرض بأنها دائمة الحركة : (الأرض هي عبارة عن كوكب دائم الحركة ، فلو استطعنا أن نعود مليون سنة إلى الوراء أو أكثر ، لوجدنا أن سطح الأرض مختلف تماما عما هو عليه اليوم ، ولوجدنا أنه كان للقارات أشكال مختلفة أو أنها تقع في مواقع مختلفة عما هي عليه الآن) (٣).
ويقول مجموعة من البحاث في علم (الجيولوجيا) : (يولد دوران الأرض على
__________________
(١) آفاق فلكية ، فوزية الرويح ، ٧٥.
(٢) العالم الذي نقطنه ، رينيه غوير ، ترجمة ، خليل الفريجات ، دمشق ، منشورات وزارة الثقافة ، ١٩٨١ ، ص : ١٦.
(٣) الأرض ، مقدمة للجيولوجيا الطبيعية ، تاربون لوتجنز ، ترجمة ، عمر سليمان حمودة وآخرون ، مطبعة مالطا ، مالطا ، ١٩٨٤ ، ص : ٣٧.