ألف مليون نيزك من مختلف الأحجام ، إنما لا تدرك سطحها لأنها تحترق في الجو بسبب الحرارة التي يولدها احتكاك النيزك بالغلاف الجوي) (١).
كذلك لو قدّر الله سبحانه وتعالى انعدام الغلاف الجوي للأرض لانعدمت (الحياة على سطحها ليس فقط لعدم وجود الأكسجين اللازم للتنفس ، ولكن لسقوط النيازك بكميات هائلة ، وبكتل كبيرة تهشم رءوس الأحياء ، وتنهي بذلك على جميع صور الحياة على سطح الكرة الأرضية ، هذا بخلاف امتصاص الجو العلوي للأشعة الضارة بل القاتلة للأحياء ، مثل الأشعة فوق البنفسجية (ultraviolet rays) والذي نود أن ننوه إليه أنه بدون الغلاف الجوي لا ينتقل الصوت من مكان إلى آخر ويكون بذلك قد فقدت الأحياء التي منحها الله حاسة السمع) (٢).
كما تتغير الغازات في الغلاف الغازي للكرة الأرضية (مع ازدياد الارتفاع في ذلك الغلاف حيث تأخذ الغازات الثقيلة بالاضمحلال شيئا فشيئا لتحلّ محلها غازات خفيفة ، فبدءا من سطح الأرض وحتى ارتفاع ١١٠ كيلومترات تكون السيادة لجزئيات (الآزوت) ، أي (النيتروجين) ولجزئيات (الأوكسجين) ، وبعد ارتفاع ١١٠ كيلومترات ، وحتى ارتفاع ١٦٠ كيلومترا تسود جزئيات (الأوزون) ، (الأوكسجين الثقيل والأوكسجين) ، وبين ارتفاع ٩٦٠ كيلومتر ، وحتى ارتفاع ٢٤٠٠ كيلومتر تسود ذرات (الهليوم) ، وبين ارتفاع ٢٤٠٠ كيلومتر ، وحتى ارتفاع ٩٦٠٠ كيلومتر تسود جزئيات (الهيدروجين) ، وبين ارتفاع ٩٦٠٠ كيلومتر ، وحتى ارتفاع ٦٥٠٠٠ كيلومتر تسود جزئيات شديدة التخلخل والخفة ، ويتصل أعلى هذه الطبقة مع الفضاء الخارجي المسمى فضاء ما بين الكواكب حيث تسود غازات شديدة التخلخل ، لدرجة تقرب من الفراغ) (٣).
وعلى هذا فإننا نشعر بالاختناق التدريجي (كلما ارتفعنا عن سطح البحر إلى عنان السماء وذلك بسبب نقص الضغط الجوي ونقص (الأوكسجين) ، ولقد ثبت فعلا أن الإنسان يمكن أن يختنق عند ما يرتفع إلى ١٠ كيلومترات ، إذا لم يكن محاطا بغرفة أو
__________________
(١) المنظومة الشمسية ، سمير عازار ، ص : ٦٢.
(٢) المجموعة الشمسية واحتمالات الحياة عليها ، زين العابدين متولي ، القاهرة ، مركز جامعة القاهرة ، الطبعة الأولى ، ١٤١٨ ه / ١٩٩٧ ص : ٤٢.
(٣) الأرض ، إبراهيم حلمي غوري ، ص : ١٣٨ ـ ١٣٩.