كالجبال ... تسبب هطولات قوية وبردا لمدة قصيرة تقدّر بعشرات الدقائق لكنها غزيرة ... والسحاب الركامي الضخم الممطر يشبه الجبال ، وقد يجود بالبرد في العواصف الصيفية ... وهطولات البرد محلية لدرجة أنها قد تصيب حقلا وتترك حقلا مجاورا ، وتسبب أضرارا جسيمة للمزروعات والمباني والكائنات الحية ، حيث يصل قطرها أحيانا إلى قطر البرتقالة أو الرمان) (١).
كما أن العلماء تحدّثوا عن تشكل البرد ، وأوضحوا أن البرد إنما يتم تكوينه داخل السحب الركامية ، وهذا ما صرحت به الآية الكريمة ، ففي كتاب «أسرار الأرصاد الجوية» نجد هذا المعنى بكل جلاء : (يتكون المطر داخل الغيوم ، وتتحول قطرات الماء إلى جليد إذا انخفضت درجة حرارة الغيمة إلى أقل من الصفر ، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تساقط البرد ، وينشأ البرد عادة في الغيوم الكبيرة التي تشبه زهرة القنبيط (غيوم الركام) حيث تحدث داخل الغيمة تيارات عمودية قوية ، فتتجمد قطرات الماء وتبدأ بالسقوط ، لكن التيار الصاعد يرفعها ثم تهبط قليلا وتصعد ، مما يؤدي إلى تضخمها وتحولها إلى جليد ، وهكذا فإن لقطعة البرد نواة صغيرة مؤلفة من عدة طبقات ، وعند ما يغلب وزنها قوة التيارات الصاعدة ، يتساقط البرد على الأرض ، وكل كتلة من الجليد نسميها حبة برد ، يتفاوت حجمها ، منها الكبير والصغير ، وبلغ وزن بعض حبات البرد ٣٠٠ غرام ، وهي قادرة على تحطيم النوافذ وإتلاف المحاصيل) (٢).
وأكد العلماء أن السحب الركامي فقط يحتوي على البرق والرعد ، وهذا ما قررته الآية الكريمة المعجزة ، جاء في كتاب «العواصف والأعاصير» : (العاصفة الرعدية هي ظاهرة جوية كهربائية ، وهي من التفريغات الكهربائية الفجائية التي تظاهرها ومضة ضوئية (البرق) وصوت حاد (الرعد) وتتمثل غيوم العواصف الرعدية ، بغيوم الركام المزني فقط ، لما تتّصف به من نمو رأسي كبير ، وفعالية كهربائية شديدة ، فهي إن دلت فإنها تدل على حالة اضطراب عنيفة في الجو ، وعدم استقرار شديد في أعماق كبيرة من
__________________
(١) المعارف الكونية ، إعداد نخبة من العلماء ، ص ٣٦٠ ، وانظر : الأرصاد الجوية ، محمد الهوني وإبراهيم سويدان ، ليبيا ، نشر القوات البحرية ، ١٩٧٩ ، ص : ٢٨.
(٢) أسرار الأرصاد الجوية ، موسوعة علمية مبسطة ، ص : ٥٢ ، وانظر : الطبيعة الجوية ، محمد جمال الدين الفندي ، الكويت ، مكتبة الفلاح الطبعة الثانية ، ١٩٧٧ ، ص : ٢٠٠.