ثانيهما : أنه عند ما تتفتت حبات البرد الهشّة أثناء عملية التجمد ، فإن شظايا الجليد الصغيرة الحاملة لشحنات موجبة ، تنطلق مندفعة إلى أعلى حجيرة الحملان مع التيارات الصاعدة ، وهذا ما يفسر كون الجزء الأعلى من الغيمة الرعدية ، الذي درجة حرارته دون ـ ٢٠ درجة ذو شحنة إيجابية ، وبالمثل فإن كريات البرد الأثقل المشحونة سلبيا تسقط باتجاه قاعدة الغيمة لتكسبها شحنتها الكهربائية السالبة وهناك عملية أخرى يمكن بفعلها أن تتولد الشحنات الكهربائية في الغيمة الرعدية ، تقوم على ما ينتج من التصادم الحاصل بين بلورات الجليد الباردة ، وكريات البرد الهش الأحرّ ، إذ ينجم عن التراكم الجاري لقطرات الماء فوق المبرد على كريات البرد ، نشوء سطوح غير منتظمة تتسخن نتيجة انطلاق الحرارة الكامنة في قطرات الماء عند تجمدها ، ويتولد من جراء صدمات بلورات الجليد الباردة لهذه السطوح غير المنتظمة تولد شحنات سالبة تكتسبها تلك السطوح ، بينما تكتسب البلورات الجليدية الأبرد شحنة موجبة ، ومرة أخرى تأخذ تأثيرات ظاهرة الفعل الجاذبي الثقالي دورها في توزع الشحنات الكهربائية في داخل الغيمة) (١).
ونفس المعنى في كتاب «الأرصاد الجوية» : (تتكون العاصفة الرعدية بصفة عامة من برق ورعد ورياح قوية مصحوبة بأمطار غزيرة وبرد وكرات من الثلج ، وتحدث السحب الركام المزني السوداء الضخمة ، وتستمد العاصفة الرعدية الجزء الأكبر من طاقتها من الحرارة الكامنة الناتجة من تكثف بخار الماء في الغلاف الجوي ، والعوامل المساعدة لتكوينها هي :
١ ـ وجود كميات من بخار الماء في الغلاف الجوي.
٢ ـ تكثف بخار الماء وانطلاق الحرارة الكامنة منه.
٣ ـ حالة عدم استقرار في الغلاف الجوي.
٤ ـ وجود تيارات صاعدة قوية) (٢).
__________________
(١) العواصف الرعدية ، علي موسى ، ص ٩٠ ـ ٩١ ، وانظر : الجو وتقلباته ، علي حسن موسى ، دمشق ، دار الفكر ، ١٩٨٨ ، ص ١١٤.
(٢) الأرصاد الجوية ، محمد أحمد النطاح ، ليبيا ، الدار الجماهيرية ، الطبعة الأولى ، ١٩٩٠ ، ص : ٣٧١.