للزلزلة طائفة من الأرض وجعلتها تلا من التلال ، وأما الثاني : فأن يكون الطين بعد تحجره مختلف الأجزاء في الرخاوة والصلابة ، وتتفق مياه قوية الجري أو رياح عظيمة الهبوب ، فتحفر الأجزاء الرخوة وتبقى الصلبة ثم لا تزال السيول والرياح تؤثر في تلك الحفر إلى أن تغور غورا شديدا ، ويبقى ما تنحرف عنه شاهقا ، والأشبه أن هذه المعمورة قد كانت في سالف الدهر مغمورة في البحار ، فحصل هناك الطين اللزج الكثير ثم حصل بعد الانكشاف وتكونت الجبال) (١).
ويقول الرازي : (والاستدلال بأحوال الجبال وإليه الإشارة بقوله سبحانه : (وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ) من فوقها ثابتة باقية في أحيازها ، غير منتقلة عن أماكنها ، يقال : رسا هذا الوتد وأرسيته والمراد ما ذكرنا) (٢).
وفي تفسير «السراج المنير» : (وألقينا فيها رواسي ، أي جبالا ثوابت كانت سببا لثباتها ، وخالفت عادة المراسي في أنها من فوق ، والمراسي التي تعالجونها أنتم من تحت) (٣).
رسم بياني لامتداد القارات والجبال في النطاق الأرضي إضعاف الأجزاء البارزة منها على السطح
__________________
(١) روح المعاني ، للآلوسي ، ١٣ / ١١٣ ، وانظر : الفتوحات الإلهية ، سليمان بن عمر العجيلي ، بيروت ، دار الفكر ، ١٤١٥ ه / ١٩٩٤ ٤ / ٣١٥.
(٢) التفسير الكبير ، للرازي ، ١٩ / ٨.
(٣) السراج المنير ، للخطيب الشربيني ، بيروت ، دار المعرفة ، الطبعة الثانية ، د. ت ، ٤ / ٨٠.