(وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ) قال : الموقد) (١).
وفي «إرشاد العقل السليم» : ((وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ) أي المملوء وهو البحر المحيط أو الموقد) (٢).
ويقول الزمخشري : (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ) (أي المملوء ، وقيل الموقد) (٣).
وعند القرطبي : ((وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ) قال مجاهد : الموقد المحمي بمنزلة التنور المسجور ... وقال عبد الله بن عمرو : لا يتوضأ بماء البحر لأنه طبق جهنم) (٤).
وفي «مفردات ألفاظ القرآن» : (السجر ، تهييج النار ، يقال : سجرت التنور ، ومنه (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ)) (٥).
وفي «لسان العرب» : (سجره ملأه ، سجرت النهر ملأته ، وقوله تعالى : (وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ) لا وجه له إلا أن تكون ملئت نارا ، وقوله تعالى : (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ) جاء في التفسير أن البحر يسجر فيكون نار جهنم ، سجر يسجر وانسجر امتلأ ، وكان علي بن أبي طالب عليهالسلام يقول : المسجور بالنار أي مملوء ، قال المسجور في كلام العرب المملوء وقد سكرت الإناء وسجرته إذا ملأته) (٦).
إذن يتضح لنا من هذا الكلام ، أن المقصود بالمسجور هو الموقد أو المهيج بالنار ، وقسم الله سبحانه وتعالى هذا فيه دلالة صريحة على وجود بحار مسجرة بالنيران ، إذ أن المقصود بالبحر المسجور هنا هو من بحار الدنيا وليس الآخرة ، وقد شاء الله سبحانه وتعالى أن تتجلّى هذه الحقيقة القرآنية في عصر العلم ، ويصل علماء البحار إلى التأكد الجازم من وجود براكين ملتهبة بالنار في القيعان.
__________________
(١) جامع البيان ، للطبري ، ٢٧ / ١٠ ، وانظر : صفوة التفاسير ، للصابوني ، بيروت ، دار إحياء التراث ، الطبعة الأولى ، ١٩٩٥ ، ٣ / ١٨٦.
(٢) إرشاد العقل السليم ، لأبي السعود ، ٨ / ١٤٦.
(٣) الكشاف للزمخشري ، ٤ / ٢٢ ، وانظر : الدر المصون ، محمد السمين ، بيروت ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، ١٩٩٤ ، ٦ / ١٩٥.
(٤) الجامع لأحكام القرآن ، للقرطبي ، ٩ / ٤٢.
(٥) مفردات ألفاظ القرآن ، للراغب الأصفهاني ، ص : ٢٢٧.
(٦) لسان العرب ، لابن منظور ، ٤ / ٣٤٥.