وفي تفسير «النكت والعيون» : ((وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً) خاشعة ، أي ذليلة بالجدب لأنها مهجورة) (١).
وبالعودة إلى معاجم اللغة نتبين معنى كل من «خاشعة ، وهامدة ، واهتزت ، وربت» ، أما معنى خاشعة ، ففي لسان العرب : (الخاشعة المتغبرة المتهشمة وأراد المتهشمة النبات ، وبلدة خاشعة أي مغبرة لا منزل بها ، وإذا يبست الأرض ولم تمطر قيل قد خشعت قال تعالى : (وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ) والعرب تقول : رأينا أرض بني فلان خاشعة) (٢).
وأما هامدة ، ففي «مفردات ألفاظ القرآن» : (أرض هامدة : لا نبات فيها ، ونبات هامد : يابس ، قال تعالى : (وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً) (٣).
وفي كتاب «العين» : (الهمود الموت كما همدت ثمود ، ورماد هامد إذا تغير وتلبد ، وثمرة هامدة إذا اسودت وعفنت ، وأرض هامدة مقشعرة لا نبات فيها إلا يبيس متحطم ، والهامد من الشجر اليابس) (٤).
ومعنى اهتزت أي (تحركت ، واهتز النبات : إذا تحرك لنضارته قال تعالى : (فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ)) (٥).
ومعنى ربت (ربا : إذا زاد وعلا ، قال تعالى : (فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ) أي زادت زيادة المتربي) (٦).
هذا هو التحليل اللغوي لمفردات الآية الكريمة ، وتلك هي معانيها في كتب المفسرين ، ولنا أن أن نستخلص بعض النتائج من معطيات هذه النصوص القرآنية ، بعد ما سلف من توضيح العلماء.
__________________
(١) تفسير النكت والعيون ، علي بن محمد الماوردي ، بيروت ، دار الكتب العلمية ، د. ت ، ٥ / ١٨٤.
(٢) لسان العرب ، لابن منظور ، ٨ / ٧٢ ، وانظر : المعجم الجامع لغريب مفردات القرآن ، عبد العزيز السيروان ، بيروت ، دار العلم للملايين ، الطبعة الأولى ، ١٩٨٦ ، ص : ٤٢٨.
(٣) مفردات ألفاظ القرآن ، للراغب الأصفهاني ، ص : ٨٤٥.
(٤) العين ، للفراهيدي ، ٤ / ٣١ ، وانظر : تفسير مفردات ألفاظ القرآن الكريم ، سميح عاطف الزين ، بيروت ، دار الكتاب العربي ، الطبعة الثالثة ، ١٤١٤ ه ، ١٩٩٤ ، ص : ٨٩٩.
(٥) مفردات ألفاظ القرآن ، للراغب الأصفهاني ، ص : ٨٤٠.
(٦) المصدر نفسه ، ص : ٣٤٠.