واسمعوا هذه القصة :
روي عن جبير بن مطعم أنه قال : قدمت المدينة المنورة لأسأل رسول الله صلىاللهعليهوسلم في أسارى بدر ، فوافيته يقرأ في صلاة المغرب (وَالطُّورِ (١) وَكِتابٍ مَسْطُورٍ (٢) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ) (٣) (١). يقول فلما قرأ : (إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ (٧) ما لَهُ مِنْ دافِعٍ) (٨) (٢) شعرت كأنما صدع قلبي .. فأسلمت خوفا من نزول العذاب ، فلما انتهى رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى هذه الآية : (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ (٣٥) أَمْ خَلَقُوا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ) (٣٦) (٣) أحسست أن قلبي كاد يطير)!!
وبهر القرآن «علماء الكون» حين رأوا فيه بعض ما توصلوا إليه بعد جهد جهيد ، من مكتشفات رائعة سبقهم إليها القرآن الكريم ، سواء أكان ذلك في علوم الطبيعة ، أو الطب ، أو الفلك ، أو الأجنة ، أو في علوم (جيولوجيا الأرض)!!
وقد اطلعت على بعض فصول ، مما كتبه أخونا الفاضل الشيخ «مروان شعبان» حفظه الله حول : «الإعجاز القرآني في ضوء الاكتشاف العلمي الحديث» فألفيته بحثا قيما ، فيه جهد مشكور ينبغي أن يطبع ، وأن يستفيد منه من يريد أن يعرف عظمة هذا الدين ، وروعة هذا القرآن ، الذي جاء معجزة خالدة ، تنطق بصدق رسالة النبي الأمي (محمد بن عبد الله) صلوات الله وسلامه عليه ، سواء أكان المطّلع عليه مسلما أو رجلا لا يدين بالإسلام ، فإن ما حواه الكتاب المنير من علوم ومعارف ، وبدائع وروائع ، حريّ بكل إنسان منصف أن يعرفه وأن يدرسه ليتبيّن له صدق معجزة خاتم النبيين ، وصدق الله العظيم حيث يقول : (قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ (١٥) يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (١٦) (٤).
|
خادم الكتاب والسنة الشيخ محمد علي الصابوني ١٤ صفر الخير سنة ١٤٢١ ه الموافق ١٦ / ٥ / سنة ٢٠٠٠ م |
__________________
(١) سورة الطور ، الآيات : ١ ـ ٣.
(٢) سورة الطور ، الآيتان : ٧ ، ٨.
(٣) سورة الطور ، الآيتان : ٣٥ ، ٣٦.
(٤) سورة المائدة ، الآيتان : ١٥ ، ١٦.