إنّ النّساء رأينه فعشقنه |
|
وشكون شدّة ما بهنّ فكذّبا |
فطربت والله. ثم غنّت فرقصنا معا. ثم قال لي : انهض بنا. فلما صرنا في الدهليز ، قال : أتعرف هذه؟ قلت : لا! قال : هي عليّة بنت المهديّ ، والله لئن لغطت به لأقتلنّك.
فقال له جدّي : وقد والله لغطت به ، والله ليقتلنّك.
* * *
قيل : أنشدت جعفرا امرأة ، كلابية :
إنّي مررت على العقيق وأهله |
|
يشكون من مطر الربيع نزورا |
ما ضرّهم إذ مرّ فيهم جعفر |
|
أن لا يكون ربيعهم ممطورا (١) |
وروى الإسكافيّ ، عن إسحاق الموصليّ قال : قال لي الرشيد بعد قتل جعفر وصلبه : أخرج بنا ننظر إليه. فلمّا عاينه أنشأ يقول :
تقاضاك دهرك ما أسلفا |
|
وكدّر عيشك بعد الصفا |
ولا تعجبنّ فإنّ الزّمان |
|
رهين بتفريق ما ألّفا |
الحارث بن أبي أسامة ، عن إسماعيل بن محمد ـ ثقة ـ قال : لما بلغ ابن عيينة قتل جعفر البرمكيّ حوّل وجهه إلى الكعبة وقال : اللهمّ إنّه كان قد كفاني مئونة الدنيا ، فاكفه مئونة الآخرة (٢).
ابن المرزبانيّ ، عن هاشم بن سعيد البلديّ ، عن أبيه قال : لما صلب جعفر وقف الرقاشيّ الشاعر وأنشأ يقول :
أما والله لو لا خوف واش |
|
وعين للخليفة لا تنام |
لطفنا حول جذعك واستلمنا |
|
كما للناس بالحجر استلام |
فما أبصرت قبلك يا ابن يحيى |
|
حساما فلّه السيف الحسام |
على اللّذّات والدنيا جميعا |
|
لدولة آل برمك السلام |
__________________
(١) وفيات الأعيان ١ / ٣٢٩ ، ٣٣٠ وفيه : «ما ضرّهم إذ جعفر جار لهم».
(٢) تاريخ بغداد ٧ / ١٦٠ ، خلاصة الذهب المسبوك ١٥١ ، وفيات الأعيان ١ / ٣٤٠ ، الوافي بالوفيات ١١ / ١٦٥.