جمعت في ابن المبارك (١) : حسن خلق ، وحسن صحبة ، والزّهد ، والورع ، وكلّ شيء.
وقيل : سئل ابن المبارك : من السّفلة؟ قال : الّذي يدور على القضاة يطلب الشهادات (٢).
وعنه قال : إنّ البصراء لا يأمنون من أربع خصال : ذنب قد مضى لا يدرى ما يصنع الربّ فيه ، وعمر قد بقي لا يدرى ما فيه من الهلكات ، وفضل قد أعطي لعلّه مكر واستدراج ، وضلالة قد زيّنت له يراها هدى ، وزيغ قلب ساعة ، فقد يسلب دينه ولا يشعر.
وعنه قال : لا أفضل من السّعي على العيال حتّى ولا الجهاد (٣).
أبو صالح : سمعت ابن المبارك يقول : لا يستحبّ على عالم إلّا بذنب.
محبوب بن موسى الأنطاكيّ : سمعت ابن المبارك يقول : من يبخل بالعلم ابتلي بثلاث : إمّا أن يموت فيذهب علمه ، أو ينسى ، أو يتبع السلطان (٤).
منصور بن نافع ، صاحب لابن المبارك ، قال : كان عبد الله يتصدّق لمقامه ببغداد كلّ يوم بدينار.
وعن عبد الكريم السّكّريّ قال : كان عبد الله يعجبه إذا قرأ القرآن أن يكون دعاؤه في السجود.
إبراهيم بن نوح الموصليّ قال : لما قدم الرشيد عين زربة (٥) أمر أبا
__________________
(١) تاريخ بغداد ١٠ / ١٥٧ ، خلاصة الذهب المسبوك ١٢٧.
(٢) وسئل : من السفلة؟ قال : الذين يعيشون بدينهم. وسئل من سفلة الناس؟ فقال : من يأكل بدينه. (حلية الأولياء ٨ / ١٦٨ ، وصفة الصفوة ٤ / ١٤٠).
(٣) صفة الصفوة ٤ / ١٢٩.
(٤) حلية الأولياء ٨ / ١٩٥ وفيه بدل (يتبع السلطان) : «وإما يصحب فيذهب علمه» ، وانظر مناقب أبي حنيفة ٤٥٢ ، وتهذيب الكمال ٢ / ٧٣٢.
(٥) بلد بالثغر من نواحي المصّيصة.