المبارك ولم يكن بأسنّ منكم؟ قال : كان يقدم ومعه الغلمان الخراسانيّة ، والبزّة الحسنة ، فيصل العلماء ويعطيهم ، وكنّا لا نقدر على ذلك.
وقال نعيم بن حمّاد : قدم ابن المبارك ليلة على يونس بن يزيد ، ومعه غلام مفرّغ لضرب الفالوذج ، يتّخذه للمحدّثين (١).
أنبأنا أحمد بن سلامة ، عن عبد الرحيم بن محمد ، أنا الحسن بن أحمد ، أنا أبو نعيم ، نا عبد الله بن جعفر ، ثنا إسماعيل بن عبد الله ، نا نعيم بن حمّاد ، نا الوليد بن مسلم ، نا ابن المبارك ، عن خالد الحذّاء ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «البركة مع أكابركم». فقلت للوليد : أين سمعته من ابن المبارك؟ قال : في الغزو (٢).
وبه إلى أبي نعيم : في أحمد بن جعفر بن حمدان البصريّ ، ثنا عبد الله بن أحمد الدّورقيّ ، نا أحمد بن جميل ، ثنا ابن المبارك : حدّثني صفوان بن عمرو ، أنّ أبا المثنّى المليكيّ حدّثه ، عن عتبة بن عبد رضياللهعنه : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «القتلى ثلاثة : رجل مؤمن جاهد بنفسه وماله في سبيل الله ، حتّى إذا لقي العدوّ قاتلهم حتّى يقتل ، فذلك الممتحن في خيمة الله تحت عرشه ، لا يفضله النّبيّون إلّا بدرجة النّبوّة ، ورجل مؤمن فرق على نفسه من الذنوب والخطايا ، جاهد بنفسه وماله حتى إذا لقي العدوّ قتل ، فتلك مضمضة أي مطهرة محت ذنوبه وخطاياه ، إنّ السّيف محّاء للخطايا ، وأدخل من أيّ أبواب الجنّة شاء ، فإنّ لها ثمانية أبواب ، ولجهنّم سبعة ، ورجل منافق جاهد بنفسه وماله ، حتّى إذا لقي العدوّ قاتل فقتل ، فذلك في النار ، إنّ السيف لا يمحو النّفاق» (٣).
__________________
(١) تقدمة المعرفة ٢٧٧.
(٢) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء ٨ / ١٧١ من طريق عبد الله بن جعفر ، عن إسماعيل بن عبد الله ، عن نعيم بن حماد (تحرّف فيه إلى جياد) ، عن الوليد بن مسلم ، عن ابن المبارك. وأخرجه ابن حبّان (١٩١٢) من طريق عمرو بن عثمان ، عن الوليد بن مسلم ، عن ابن المبارك. وأخرجه الحاكم في المستدرك ١ / ٦٢ من طريق أحمد بن سيار ، عن وارث بن عبيد الله ، عن ابن المبارك. وصحّحه ، ووافقه الذهبي في تلخيصه.
(٣) أخرجه الدارميّ في الجهاد (١٩).