وسئل سعيد بن سالم عن جناية البرامكة ، فقال : ما كان منهم بعض ما يوجب ما عمل الرشيد بهم ، ولكن طالت أيامهم وكل طويل مملول (١).
وقيل رفعت ورقة إلى الرشيد فيها :
قل لأمين الله في أرضه |
|
ومن إليه الحلّ والعقد |
هذا ابن يحيى قد غدا مالكا |
|
مثلك ما بينكما حدّ |
أمرك مردود إلى أمره |
|
وأمره ليس له ردّ |
وقد بنى الدار التي ما بنى |
|
الفرس لها مثلا ولا الهند |
الدرّ والياقوت حصباؤها |
|
وتربها العنبر والنّدّ |
ونحن نخشى أنّه وارث |
|
ملكك إن غيّبك اللحد |
ولن يضاهي (٢) العبد أربابه |
|
إلا إذا ما بطر العبد (٣) |
فلما قرأها أثّرت فيه ،.
وقيل إن أخت الرشيد قالت له : ما رأيت لك سرورا تامّا منذ قتلت جعفرا ، فلأيّ شيء قتلته؟ قال : لو علمت أنّ قميصي يعلم السبب لمزّقته (٤).
ولم يزل يحيى بن خالد وابنه الفضل وعدّة من الخدم محبوسين وحالهم حسن إلى أن سخط الرشيد على عبد الملك بن صالح ، فعمّهم بسخطة ، وجدّد لهم التّهمة وضيّق عليهم (٥). وبقيت جثّة جعفر معلّقة مدة ، وقطّعت أعضاؤه وعلّقت بأماكن. ثم بعد مدّة أنزلت وأحرقت (٦).
__________________
= الأعيان ١ / ٣٣٤ ، ٣٣٥ ، مرآة الجنان ١ / ٤١٠ ، البداية والنهاية ١٠ / ١٨٩ ، الأغاني ١٨ / ٢٣٧ ، ٢٣٨ ، الوافي بالوفيات ١١ / ١٥٩ ، ١٦٠.
(١) وفيات الأعيان ١ / ٣٣٥ ، مرآة الجنان ١ / ٤١٠ ، الوافي بالوفيات ١١ / ١٦٠
(٢) هكذا في الأصل ، وفي وفيات الأعيان «يباهي».
(٣) الأبيات في وفيات الأعيان ١ / ٣٣٥ ، ٣٣٦ ، ومرآة الجنان ١ / ٤١١.
(٤) وفيات الأعيان ١ / ٣٣٦ ، نهاية الأرب ٢٢ / ١٤٣ مرآة الجنان ١ / ٤١١ ، الوافي بالوفيات ١١ / ١٦٣ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٢٢ وفيه قال الرشيد : «لو علمت يميني بالسبب الّذي له فعلت هذا لقطعتها».
(٥) تاريخ الطبري ٨ / ٢٩٧.
(٦) قيل إنّ جعفر قطّع ثلاث قطع ، وصلب على جسر بغداد ، ولبغداد يومئذ ثلاثة جسور. (تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٢١) ، وقيل إنّ السنديّ قطّع بدن جعفر قطعتين وصلبه على ثلاثة جسور مع =