قد عوّد الطّير عادات وثقن بها |
|
فهنّ يتبعنه في كلّ مرتحل (١). |
يعني وقائعه ، وأنّ الطّير تفترس أشلاء القتلى.
قال : فأمر يزيد حاجبه أن يبيع ضيعة له ، ويعطي الشاعر خمسين ألفا.
فبلغ ذلك الرشيد ، فأرسل إليه بمال عظيم. وقال : زده خمسين ألفا (٢).
وقيل إنّ سلما الخاسر هجاه فقال :
فليت الأمير أبا خالد |
|
يزيد ، يزيد كما ينتقص (٣). |
فحلف ليقتلنّه ، فمدحه بقوله :
إنّ لله في البريّة سيفين |
|
يزيدا وخالد بن الوليد |
ذاك سيف الرسول (٤) في سالف الدّهر |
|
وهذا سيف الإمام الرشيد (٥). |
قال خليفة (٦) : مات يزيد سنة خمس وثمانين ومائة.
وله ابنان ، أحدهما خالد ممدوح أبي تمّام الطّائيّ ، والآخر محمد أحد الأجواد.
ومن «كامل» المبرّد (٧) : أنّ يزيد بن مزيد نظر إلى لحية عظيمة مخضوبة ، فقال لصاحبها :
أما إنّك من لحيتك في مئونة. فقال : أجل ، ولذلك أقول :
لها درهم للدهن في كلّ ليلة (٨) |
|
وآخر للحنّاء يبتدران |
__________________
(١) طبقات الشعراء لابن المعتز ٢٣٦ ، وتاريخ بغداد ١٤ / ٣٣٤ ، وفيات الأعيان ٦ / ٣٣١ وقبله :
لا يعبق الطيب كفّيه ومفرقه |
|
ولا يمسح عينيه من الكحل |
(٢) تاريخ بغداد ١٤ / ٣٣٤ ، ٣٣٥ ، وفيات الأعيان ٦ / ٣٣١.
(٣) تاريخ بغداد ١٤ / ٣٣٥.
(٤) في تاريخ بغداد ١٤ / ٣٣٦ «سيف النبي».
(٥) زاد في تاريخ بغداد بيتا :
ما مقامي على الثماد وقد فاضت |
|
بحور الندى يكفّى يزيد |
(٦) في تاريخه ٤٥٧.
(٧) ج ٢ / ١٢٨.
(٨) في الكامل : «في كل جمعة» ، والمثبت يتفق مع وفيات الأعيان.