وقال أبو اليمان : كان منزل إسماعيل إلى جانب منزلي ، فكان يحيي الليل ، فكان ربّما قرأ ثم قطع ، ثم رجع. فلقيته يوما ، فسألته عن ذلك ، فقال : يا بنيّ إنّي أصلّي فأقرأ ، فأذكر الحديث في الباب ، فأقطع الصلاة وأكتب الحديث في الباب ، ثم أرجع إلى صلاتي ، فأبتدئ من الموضع الّذي قطعت منه (١).
قال يعقوب الفسويّ (٢) : كنت أسمعهم يقولون : علم الشام عند إسماعيل بن عيّاش ، والوليد بن مسلم. وسمعت أبا اليمان يقول : كان أصحابنا لهم رغبة في العلم ، وطلب شديد بالشام والحجاز. وكانوا يقولون : نجهد في الطلب ونتعب ، فإذا جئنا وجدنا كلّ ما كتبنا عند إسماعيل بن عيّاش.
قال يعقوب (٣) : فتكلّم قوم في إسماعيل وإسماعيل ثقة عدل ، أعلم الناس بحديث أهل الشام ، أكثر ما يتكلّمون فيه قالوا : يغرب عن ثقات الحجازيّين.
قال يحيى الوحاظيّ : ما رأيت رجلا أكبر معينا من إسماعيل بن عيّاش. كنّا إذا أتيناه إلى مزرعته لم يرض لنا إلا بالخروف والخبيص.
سمعته يقول : ورثت عن أبي أربعة آلاف دينار ، فأنفقتها في طلب العلم (٤).
عثمان بن صالح قال : كان المصريّون ينتقصون عثمان حتى نشأ فيهم اللّيث فحدّثهم بفضائل عثمان فكفّوا. وكان أهل حمص ينتقصون عليّا حتى نشأ فيهم إسماعيل فحدّثهم بفضائل علي ، فكفّوا عن ذلك (٥).
__________________
(١) تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٤٢ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٦٩ ، ١٧٠.
(٢) في المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٢٣ ، تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٤٣ ، تاريخ بغداد ٦ / ٢٢٤ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٧١.
(٣) في المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٢٤ ، وتاريخ بغداد ٦ / ٢٢٤ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٤٣ ، وتهذيب الكمال ٣ / ١٧١ ، ١٧٢.
(٤) تاريخ بغداد ٦ / ٢٢٢ ، تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٤٢ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٧٠.
(٥) تهذيب الكمال ٣ / ١٧٠.